يدي إليه، فحملوه إليَّ، وإذا فيه ألف دينار ومثلها دراهم، وأبرزوا إليَّ توقيعًا بتقرير معيشةٍ، في كل سنة عشرة آلاف دينار، وذكر كلامًا طويلًا.
قال المصنف ﵀: وذكر جدِّي في "المنتظم"(١) أن العقد وقع على أربع مئة ألف دينار، وأن السلطان قال: أنا المملوك القِنُّ الذي قد سلَّم رِقَّه. وما حَوَتْه يدُه، وما يكتسبه باقي عمره إلى الخدمة الشريفة.
وما ذكر ابن الصابئ ألْيَقُ بالقصة؛ لأنَّ القائم اتَّبعَ السنَّة الطاهرة في أربع مئة درهم ودينار.
قال ابن المحلبان: ولمَّا كان من الغد أخرج من الخزائن المعمورة من الجواهر واللؤلؤ والذهب والمصاغ والثياب والألطاف والعين والجواري الأتراك والغلمان وغير ذلك شيئًا كثيرًا.
وقال في "تذكرته": وأمَّا الأخبار فإنَّ الأمير أبا نصر محمد بن دهشودان المعروف بهملان الرازي -صاحب توريز- حضر إلى باب السلطان سليمًا ومستسلمًا، فقرَّر عليه مالًا، فأقام بأكثره، وسلَّم ولده رهينةً على باقيه، وانتقل السلطان إلى مدينة بحجون قريبةٍ من بلد الروم، فصاحِبُها يُعرَفُ بأبي دُلَف بن الصقر الشيباني، ففعل كما فعل صاحب تيزين، وكذا فعل ابنُ الجليل صاحبُ أرمينية، ونزل السلطانُ على خُويّ، وهي من أعمال ثغور المسلمين، وركنٌ قويٌّ من أركان الدين، والمستولي عليها شيخ من أهلها، فامتنعوا وقاتلوا، وذكر كلامًا طويلًا وكتابًا إلى الخليفة بصورة ما جرى، وذكر فيه أن العقد كان على أربع مئة درهم ودينار مهر سيدة النساء فاطمة البتول صلوات الله عليها، ليعلم الكافَّة والخاصَّة تنزُّه سيدنا ومولانا الإمام عن التلبُّس بحُطام الدنيا، وذكر معناه.
وفي شعبان تُوفي المُعِزُّ بن باديس صاحب القيروان.
وفي شوال عاد رئيس العراقَين إلى بغداد عند السلطان.