مدة أربعين يومًا، وقتل من الفريقين مقتلة كبيرة، فراسل مشايخُ البلد عميدَ الملك على يد أبي كاليجار هزارسب، يطلبون الأمان، فأعطاهم، وعاد به هزارسب وسارتكين، فدخلا البلد بعد ثلاثة أيام، وأخذ جماعةً ممَّن كان يحارب السلطان، فقطع أيديهم، وقتل آخرين، وقبض على يوسف وابن أخيه موسى، وردَّ رئاسة البلد إلى أبي سعيد بن حمُّويه أحد مشايخ خُوِيٍّ، وكان بذل عشرة آلاف] (١) دينار، وشرط أن يسلم إليه يوسف؛ لعداوةٍ كانت بينهما، فسلَّمه إليه، فضربه وصفعه في الجامع، وبلغ عميدَ الملك فقبض عليه، ونزع يده، وردَّ الرئاسة إلى عمر بن سحتكان، وكان رئيسها قديمًا، وأخرب عقار يوسف الذي في البلد، وبنى مكانه قلعة باسم السلطان، وانصرف السلطان إلى أرمية، وأطلق موسى ابن أخي يوسف، ومات يوسف في الاعتقال عند توجُّه السلطان إلى العراق بالطريق، ثم غلب موسى على خُوِيٍّ وقتل جماعةً من أصحاب السلطان، وأخرج الباقين بسوء أفعالهم، وصار رئيس البلد.
وفي يوم السبت رابع ذي القعدة عُزِلَ أبو الفتح محمد بن منصور بن دارست من ديوان الخليفة، وانتقل إلى داره بباب المراتب، وكان سيئ التدبير، كلَّما دبَّر عملًا لم يحصل من عُقباه حمدٌ، ومن ذلك تضمينُه ضياع الخليفة لابن علَّان اليهودي، وظلم الناس، وأقام الشناعات، ثم هرب إلى واسط، وذهب ارتفاع الضياع، ثم ولَّى على الكُتَّاب كاتبًا يُعرف بابن الحُصين، بذل له ثلاثين ألف دينار، فأطلق يدَه، فضرب وحبس، ولم يحصل على شيء، فعمل أهل بغداد في ابن الحُصين القصائد منها:[من البسيط]
يا ابنَ الحُصينِ ولا فخرًا بذي النَّسبِ … لقد فُضِحْتَ أمامَ العُجْمِ والعربِ