إليه، وانحدر في جملته، واتَّفق أنَّ الوزير ابنَ جَهير وجد غلامين لمسلم من الغُزِّ، ومعهما ملطفات إلى الغُزِّ والعجم الذين ببغداد، وإلى الرمش الحاجب يعدهم بالمال والبلاد، فقبض عليهما، وكان مسلم قد بعث أخاه إبراهيم إلى أوانا يستخرج ارتفاعها، فجهَّز الوزير الرمشَ في مئتي غلام، ومحمد بن منصور ومهاوش بن مجلي في نحو خمسين فارسًا إلى أوانا للإيقاع بأخي مسلم، وبلغه، فانهزم، وكوتب للأطراف بالمبادرة، فأمَّا ابنا ورَّام فقَدِما في عدةٍ قوية، ونزلا ظاهر الحريم، وتوقَّف دُبيس، ثم قدم، وراسل مسلمٌ والي تكريت بتسليم القلعة، فقال: حتى يخرج الشتاء؛ فإنَّ طريق خراسان لا ينسلك اليوم من الثلج. فحاصره، فكبسه في الليل، وقتل جماعةً من أصحابه، وأخذ خيلَهم، وأخذ فرسًا لمسلم يُعرف ببيت العرجاء كان وُعِدَ به، وعاد إلى القلعة، وانتشرت البوادي في السواد، وأرجف بأن مسلمًا يدخل بغداد ويجلس في دار المملكة، ويحاصر دار الخليفة وينهبها، فانزعج الخليفة والناس، وعبر الرمشُ الحاجبُ والغُزُّ والغلمانُ إلى الحاجب الغربي، وخلَعَ الخليفةُ على العرب والترك، وبذل المال، وورد كتاب هزارسب إلى الأهواز يذكر أنه يخدم الخليفة بمئة ألف دينار إن وُسِمَ بميسم الملك، فكتب إليه: هذا الأمر لا يمكن إلَّا في السلجوقية، ويجب أن تتشاغل بقاروت بك الذي هو بقُربك -وقد استولى على البلاد- حتى تدفعه، ويكون لك بعد ذلك حديث. وكان قاروت بك قد كتب إليه يأمره بالدخولِ في طاعته، وإقامةِ الخطبة والسِّكَّةِ له بخوزستان والبصرة، وتلك النواحي، ويتهدَّده إن لم يفعل، وجاءت رسل مسلم إلى الديوان برسالة مضمونها: ما أعلمُ سببَ هذه الجموع والعساكر والخِلَع وإنفاق الأموال، فإن كان لأجلي فما شققتُ عصًا، ولا خرجتُ عن طاعة، ولا انحدرتُ إلا بكتبك أيها الوزير واستدعائك وإنفاذك إليَّ الخلعة، وإني لبستُها بالموصل متشرفًا بها، فلما انحدرتُ وقربتُ من الخدمة ذمَّيتَ أفعالي، وقبَّحتَ أحوالي، وجمعتَ العساكر عليَّ، فإن كان قُربي قد كُرِه فأنتم استدعيتموني وما لي ذنبٌ في ورودي، وأما تصرُّفي في البلاد فما فعلتُ منكرًا، هذه بنو أسد بلادُهم ما زالتْ في أيديهم مدةَ أيام السلطان طُغْرُلْبَك، وقد استجدُّوا اليد في أعمال واسط، وكذا بدر بن مهلهل وهزارسب وابن ورَّام -وعدَّدَ أمراء الأطراف- وأما نحن جماعةَ بني عقيل فما