إلى برج الأسد ومقارنة زُحَل مارًّا نحو القبلة، في مدة عشرة أيام، وثبت مكانَه إلى أن اضمحلَّ وذهب في أيامٍ مضتْ من رجب.
وورد من بعض التجار كتبٌ من عُمان بأن ستة عشر مركبًا خُطِفت من سواحل البحر طالبةً لعمان، وأنها غرقت ليلة طلوع هذا الكوكب الأخير، وهلك فيها ثمانية عشر ألف [إنسان، وجميعُ المتاع الذي حَوَتْه، وكان من جملته عشرة آلاف] طبلة كافور.
[وقال ابن الصابئ: ووجدتُ بخطِّ جعفر بن المكتفي ما يتضمَّن ذكر ما حدث من طلوع هذا الكوكب، وكان هذا الرجل مُبَرِّزًا في علم هذه الصناعة إلى أبعد غاية. قال: يذكرون خبرًا يطول، وجملته أن كوكب الذنب طلع في وقت قتل قابيل هابيل، وفي وقت الطوفان، وفي وقت نار إبراهيم الخليل، وإحراق نمروذَ أباه، وعند هلاك قوم عاد وثمود وقوم صالح، وعند ظهور موسى وهلاك فرعون، وفي غزاة بدر، وعند قتل عثمان وعلي، وفي سنة سبع وعشرين وثلاث مئة في خلافة الراضي. قال: وقد ظهر أيضًا في خلافة المستعين، فقيل: وقُتل بعده المعتز والمهتدي والمقتدر، وذكر الأحداث عند ظهور هذا الكوكب. قال: وأدناها الزلازلُ والأهوال. قال: وقد ذكر الكندري من هذا الباب أشياء منها أن في سنة خمس وعشرين ومئتين في خلافة المعتصم ظهر في الشمس نكتةٌ سوداء قريبة من وسطها، فأقامت في وجه الشمس أحد وتسعين يومًا، ومات المعتصم بعدها، وقد طلع هذا الكوكب عند موت الرشيد، وذكر الكُندري كلامًا طويلًا في تأثير هذا الكوكب، يدلُّ على حدوث شرٍّ عظيم، وزوال الممالك منذ آدم وإلى هلُمَّ جرًّا، وكذا سماع الأصوات الهائلة من السماء، ورمي الحجارة، وظهور العمرة، وقد ظهر هذا الكوكب في هذه السنة في أشياء عُرف منها الكواكب التي ذكرنا، ومرض الخليفة وولد ولده].
وكانت زلازل بخراسان في هذه السنة تصدَّعت منها الجبال، ورمَت القلاع الشاهقة، وأخربت البلدان، وخسفت بعدة قرى، وأهلكت خلقًا عظيمًا، ولم يسلَمْ إلا من خرج إلى البرية، وغار ماءُ البحر أيامًا ثم عاد، ووقع حريقٌ ببغداد أتى على معظمها.