للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"المَهرودَتَيْن" المصبوغتين بالصُّفْرَةِ، وفيها لغتان: بالدَّال المُهْمَلة والمعجمة. وإنَّما يَمْسَح وجوهَهُم عيسى لِما لاقوا من الدجَّال، و"حَرِّز" أي: ضمَّهم، هذا قدر ما أخرج في "الصحيح".

وقد رُوي أنَّ عيسى يقتل الدجَّال على عقبة أفيق (١).

وفي رِوَاية أوس بن أوس الثقفي: أنَّه ينزل عِنْد القَنْطَرة البَيْضَاء شَرْقِيَّ دِمَشقَ في غمامة، وعليه ريْطَتَان مُؤْتَزِر بإحدَاهُما مُرْتَد بالأُخْرَى، وَيأْتى مَسجِدَ دِمَشق فَيَقْعُد على المِنبَر ويدخل اليهود والنصارى والمسلمون إلى المَسجِد وكُلُّهُم يرجوه" (٢).

وقال ابن عباس: يَقْتُلُ عيسى الدَّجَّالَ على ذُرْوَة أَفيق (٣).

وأخرج أحمد طرفًا منه فقال: حدثنا يزيد بن هارون بإسناده عن عثمان بن أبي العاص الثقفي قال: سَمِعْتُ رسول الله يقول: "يكُون للمُسلِمين ثَلاثَةُ أَمْصَارٍ، مِصرٌ بمُلتَقَى البَحرين، ومِصرٌ بالحِيرة، ومِصر بالشَّام، فَيَفزَعُ النَّاسُ ثلاثَ فَزعاتٍ، فَيَخرُجُ الدَّجال في أَعْراضِ النَّاسِ، وأَكْثَرُ تَبعه اليَهُودُ والنِّساءُ". وفي رواية: "يَتْبَعه سَبْعُونَ ألفًا مِن يَهُود أَصْبَهَان (٤) وَيشْتَدُّ على النَّاسِ أَمْرُهُ، ويُصِيْبُهُم مَجاعة (٥) شَديدَة، فَيُنادِيْهم مُنادٍ في السَّحر: أَيّها النَّاسُ، أَتَاكُم الغَوْثُ ثَلاثًا، وَينزِلُ عيسى ابنُ مَرْيَمَ عندَ صَلاةِ الفَجر، فيقولُ له أَمِيرهم: يا رُوحَ الله تَقَدَّمْ صلِّ، فيقولُ: هذه الأُمَّةُ أُمراءُ بعضهم على بَعْضٍ، فَيتقدمهم أميرهم فَيُصَلِّي، فإذا قَضَى صَلاتَهُ أَخَذَ عِيسى حَرْبَتَهُ، فَيَذهَبُ نحوَ الدَّجال، فإذا رآهُ الدَّجال، ذابَ كمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ في ثَنْدُوَته، فَيَقْتُلُه ويَنْهَزِمُ أَصْحَابُه، فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيءٌ يُواري مِنْهُم أحدًا، حتى إنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ: يا مُؤمِنُ، هَذا كَافِر، وَيقُولُ الحَجَر: يا مُؤْمِنُ، هذا كافر.

وقيل: يقتله بباب لُدٍّ (٦)، والمشهور على عقبة أَفِيق.


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢١٩٢٩) من حديث سفينة مولى رسول الله .
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٥٩٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١/ ٢٢٧.
(٣) تاريخ دمشق ٥٧/ ٢١٨.
(٤) أخرجها مسلم (٢٩٤٤) من حديث أنس .
(٥) في (خ) و (ك): مجاهدة، والمثبت من (ب)، وهو موافق لما في مسند أحمد (١٧٩٠٠).
(٦) أخرجه مسلم (٢٩٣٧).