للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروابي [والتلول]، وأخذ الماءُ الحِلَل ومَنْ فيها، وبقيت الجمال ومَنْ عليها يومًا وليلةً على حالها، فسَلِمَ البعضُ، وأخذ الماءُ البعضَ [، وهلكت الأموال والنفوس وحِللُ بني شيبان والأكراد وغيرهم، وجاء الماء من نواحي أمثال الجبال]، واجتمع ماء الزَّابَين وتامِرَّا، وانكسر الفورح، وعلا على دار الخليفة، وصار كالبحر، ثم جاء من ناحية الجانب الغربي من الفرات [والتقى الماءان، ووصل الخبر أنَّ الماء ورد] (١) من البرية إلى سنجار فهدم سورها (٢)، وكان من حجارة، وأخذ باب البلد، فَدَحَى به نحوًا من أربعة فراسخ، ووصل في البرية إلى تكريت، و [إنَّهم] مُطِروا في سنجار والموصل ثمانين يومًا لم يروا فيها شمسًا، [وغرقت ضياعُ بغداد]، وزاد الماء حتَّى بلغ ثلاثًا وعشرين ذراعًا. وقيل: [إنه بلغ] ثلاثين [ذراعًا]، وجاء على وجه (٣) الماء من الأبواب والأخشاب والحشرات (٤) شيءٌ كثير، وجاء أتلٌّ، من التراب على وجه الماء [وعليه سبعٌ ونُمورٌ واقفين]، وغرق الجانب الغربي [وقبر أحمد]، وخرج الموتى من القبور في التوابيت على رأس الماء من عند قبر الإمام أحمد رحمة الله عليه والمشهد وباب أبرز، ووقعت الخانات والمنازل، وخرج النساء حاسرات، وجاء المطر من فوق، والنبع من أسفل، [فكان كما قال الله تعالى: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ [القمر: ١١ - ١٢].

وأصبحت دار الحْليفة وبغداد تلالًا، وخرج الماء من تحت سرير الخليفة، فنهض إلى الباب فلم يجد طريقًا، فحملته الخُدَّام على ظهورهم إلى روشن التاج ومعه عُدَّةُ [الدين] (٥)، وخرج جواريُّ الخليفة مُبرِّزات [مهتَّكات، وعَبَرْنَ إلى الجانب الغربي، والخدم أيضًا]، ولم يبقَ عند الخليفة إلا نفرٌ يسير.


(١) في (خ) بدل من هذه الزيادة: وورد الماء.
(٢) العبارة في (م): فصدم سورها فهدمه.
(٣) في (خ): رأس، والمثبت من (ب).
(٤) بعدها في (م): والحيَّات.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).