للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عيد الأضحى يوم الخميس أو يوم الجمعة قُطعت الخطبة [العباسية من مكة، وأعيدت الخطبة المصرية، وكانت مدة الخطبة] (١) بها أربع سنين وخمسة أشهر؛ لأنها أقيمت يوم الجمعة حادي عشر رجب سنة ثلاث وستين وأربع مئة، وقُطِعت يوم الجمعة في هذه السنة.

ذكر السبب في ذلك:

لمَّا استولى بدر أمير الجيوش على الديار المصرية والصعيد ولم يبقَ له ما يشغله، راسل ابنَ أبي هاشم في الخطبة، فلم يلتفِتْ، فعدل عنه إلى أعيان بني عمه، وقال: أنتم أولى منه، فلم يلتفتوا، فراسلهم ثاني مرة وقال: الحُجَّة التي كان يحتجُّ بها قد زالت، وهي وفاةُ ألب أرسلان وخليفةِ بغداد، ولم يبقَ في رقبته عهد، وهذه الدولة التي نحن فيها لكم ومنكم، وقد فعلتم ما لا ينغسل إلا بالرجوع، فإن أبيتم كاتَبْنا بني عمكم الأشراف، أخرجناكم من البلد، وقوَّيناهم بالمال والرجال. فاجتمعوا [وبعث لهم المال واجتمعوا] (٢) فاجتمعوا بابن أبي هاشم، وأعادوا عليه ما قال، وقالوا: المصلحة إعادة الخطبة للمصريين، وإلَّا خرج الأمر من أيدينا، وكان الغلاء قد وقع بالحجاز، وقطع عنهم الميرة، فخاف ابنُ أبي هاشم، فقبض المال الذي بعث به أمير الجيوش، وأعاد الخطبة كارهًا غير مختار، وقلعت ألقاب القائم والسلطان من لوح كان على زمزم، وحُطَّت الكسوة الخراسانية، وجُعِلَ مكانها كسوة بيضاء دبيقية، عليها ألقاب المستنصر صاحب مصر.

وفيها قَتَل أتْسِز أميرَ التركمان شكلي بطبرية، وأوقع بولد قُتُلْمِش؛ كان شكلي قد كتب إلى ابن قُتُلْمِش التركي -وكان في أطراف الروم- يحثُّه على قصد الشام ليضاف إليه: ابن قتُلْمِش هو ابن عم السلطان ألب أرسلان، وكان في كتاب شكلي إليه: إلى ابن قُتُلْمِش، أنت من السلجوقية وبيت الملك، وإذا أطعناك وكنا في خدمتك تشرَّفنا بك وافتخرنا، وأتْسِز ليس من بيت الملك، ولا نرضى باتباعه وطاعته.


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).