النار قلبي والسّموم نفسي … والماء طَرْفي والتُّراب الخَدُّ
قد كدت أخفى عن عيون حُسَّدي … كذا وجودُ العاشقينَ فَقْدُ
وقال أيضًا: [من الرمل]
لا وشُعْثٍ فارقوا أوطانَهُمْ … يستلينون السَّبيلَ الأَوْعَرا
كلما غنَّى بهمْ حاديهُمُ … أخذت عِيسُهُمُ تَفْري البُرا
وافَقَتْ مَنْ حَمَلَتْ في شَوْقِها … فتناستْ بالهوى طُولَ السُّرى
وقال أيضًا: [من السريع]
يا صاحبي إن كنتَ لي أَوْ معي … فَعُجْ إلى وادي الحِمى نَرْتَعِ
وسَلْ عن الوادي وسُكَّانه … وانْشُدْ فؤادي في رُبا المَجْمَعِ
حيِّ كثيبَ الرَّمْلِ رَمْلِ الحِمى … وَقِفْ وسَلِّمْ لي على لعلع
واسْمَعْ حديثًا قد رَوَتْه الصَّبا … تسنده عن بانةِ الأَجْرَعِ
وابكِ فما في العين مِنْ فَضْلَةٍ … وَنُبْ فَدَتْكَ النَفْسُ عن مدمعي
وانزلْ على الشِّيحِ بواديهمُ … واشمم عشيبَ البلد البَلْقَعِ
رِفْقًا بنِضْو قد بَرَاه الأسى … يا عاذلي لو كان قلبي معي
إذا تذكَّرْتُ زمانًا مضى … فويحَ أجفانيَ مِنْ أَدْمُعي
يا نفسُ كم أتلو حديثَ المُنَى … ضاعَ زماني بالمُنَى فاقْطَعي
يا قلب لا تسكن على بُعْدهم … وأنتِ يا عينُ فلا تَهْجعي
وقال أيضًا: [من المتدارك]
أَتُرى سألوا لما رَحَلُوا … ماذا فعلوا فيمن قَتَلُوا
خَدَعوا بالبَينِ قتيل البيـ … ـنِ فَسُحْبُ العينِ لهم ذللُ
وغدوا فطمعت غداةَ سمت … مني وقنعتُ بما بذلوا
أحليف النومِ أقلَّ اللَّوْ … م فعندي اليوم بهمْ شُغُلٌ
أدنى جزعي لم يُبْقِ معي … قلبًا فيعي منذ احتملوا