للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب، فَفَرَّقَتْ بينهما هذه الآيةُ يعني قوله تعالى: ﴿وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾ [الممتحنة: ١٠]، وكان طلحةُ قد هاجرَ وهي على دينها بمكة، ثم أسلمت فتزوجها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، وكانت فيمن فرَّ من نساء الكفار فلم يردَّها رسولُ الله وزوَّجها خالدًا.

وكانت آمنة بنت بشر عند ثابت بن الدحداحية ففرت منه وهو يومئذ كافر، فزوجها رسول الله سهلَ بنَ حُنَيفٍ فولدت له عبدَ الله بنَ سَهْلٍ.

قال ابن عباس: وكان جميعُ من لحق بالكفار من نساء المسلمين المهاجرين راجعاتٍ عن الإسلام ستَّ نِسْوَةٍ:

أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب كانت تحت عِياض بن شدّاد الفهري.

وفاطمة بنت أبي أمية بن المغيرة أخت أم سلمة كانت تحت عمر بن الخطاب فلما أراد أن يهاجر أبت وارتدت.

وأم كلثوم بنتُ جَرْوَل كانت تحت عمر أيضًا.

وبَرْوَع بنت عقبة كانت تحت عثمان بن عفان (١) .

وعبدة بنت عبد العزى بن نضلة وزوجها عمرو بن عبد ود.

وهند بنت أبي جهل كانت عند هشام بن العاص بن وائل. فأعطاهم رسول الله مهور نسائهم من الغنائم (٢).

وقال سلمة بن الأكوع: قدمنا الحديبية مع النبي ونحن أربعَ عشرة مئة وعلينا خمسون شاةً لا تُروينا، فقعد رسول الله على جَبَا الرَّكيّةِ، فإمَّا دعا وإما بَصَقَ فيها فجاشت فسَقَيْنا واستَقَينْا، ثم دعانا رسول الله للبيعة في أصل الشجرة، قال: فبايعتُه أوَّلَ الناس، ورآني أَعزلَ فأعطاني حَجَفَةً أوْ دَرَقَةً، ثم قال في أوسط الناس: "بَايِعْ"، فبايعته، ثم قال في آخر الناس: "أَلَا تُبايْعِني يا سَلَمةُ" فقلت: يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس وأوسطهم وآخرهم، قال: فبايعته الثالثة، ثم قال لي: "يا سَلَمةُ، أينَ


(١) في تفسير البغوي ٤/ ٣٣٣، وفتح الباري ٥/ ٣٤٨ أنها كانت تحت شماس بن عثمان.
(٢) انظر "تفسير البغوي" ٤/ ٣٣٤.