للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإلى عقبك من بعدك، وأعطاه عمر العنزة التي كان يحمل بلال لرسول الله فقال: امش [بها] (١) بين يدي كما كان بلال يمشي بها بين يدي رسول الله حتى تركزها بالمصلى حيث أصلي بالناس، ففعل، قال عبد الرحمن: فلم يزل يفعل ذلك [أولادنا] (٢) حتى اليوم (٣).

اختلف أهل العلم في سنة الأذان، فقال مالك (٤)، والشافعي (٥) ومن تبعهما من أهل الحجاز: الأذان أذان أبي محذورة، لم يختلفا في ذلك إلا في أول الأذان، فإن مالكًا (٤) كان يرى أن يقال: الله أكبر (الله أكبر) (٦) مرتين، والشافعي (٥) يرى أن يكبر المؤذن في أول الأذان أربعًا يقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، واتفقا في سائر الأذان (٧).

وحجتهما في ذلك الأخبار التي رويت عن النبي في تعليمه أبا محذورة الأذان، وقال قائلهم: أمر الأذان من الأمور المشهورة التي يستغنى بشهرتها بالحجاز يتوارثونه قرنًا عن قرن، يأخذه الأصاغر عن الأكابر، وليس يجوز أن يعترض عليهم في الأذان، وهو ينادى بين أظهرهم في كل يوم وليلة خمس مرات، ولو جاز ذلك لجاز الاعتراض


(١) من "د".
(٢) كأنها في "الأصل": أولنا. والتصويب من "د".
(٣) أخرجه الدارقطني في "سننه" (١/ ٢٣٦)، والبيهقي في "السنن الكبير" (١/ ٤١٥) كلاهما عن الحميدي … ، به.
(٤) "المدونة الكبرى" (١/ ١٥٧ - باب ما جاء في الأذان والإقامة).
(٥) "الأم" (١/ ١٧٢ - باب حكاية الأذان).
(٦) ليست في "د".
(٧) انظر: "الأم" (١/ ٨٥ - في باب حكاية الأذان)، و"المغني" (١/ ٢٤٣ - في باب الأذان)، و"التمهيد" (٢٤/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>