للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كراء الدواب للمحامل والزوامل (١)

اختلف أهل العلم في اكتراء الدواب للمحامل والزوامل.

فقالت طائفة: لا يجوز ذلك حتى يرى الراكبين، وطرف المحمل، والوطاء، والظل إن شرطه، لأن ذلك يختلف فيتباين، والحمولة بوزن معلوم، أو كيل معلوم في طروف ترى.

فإن ذكر محملا أو مركبا أو زاملة، وقال: معه معاليق، أو ما يصلحه، فالقياس أنه فاسد. كذلك قال الشافعي (٢)، وهو قول أبي ثور.

[و] (٣) في كتاب محمد بن الحسن (٤) في الرجل يستأجر البعيرين من الكوفة إلى مكة يحمل على أحدهما محملا فيه رجلان وما يصلحهما من الوطاء والدثر، وقد رأى الرجلين ولم (يرى) (٥) الوطاء والدثر، وأحدهما زاملة يحمل عليها كذا وكذا محتوما (٦) من السويق والدقيق وما يصلحهما من الخل والزيت والمعاليق ولم يبين ذلك، وشرط عليه ما يكتفي به من الماء، ولم يبين ذلك، فإن هذا فاسد في القياس كله.


(١) المحمل: الذي يركب عليه، والحمول: الهوادج، كان فيها النساء أو لم يكن، واحدها حمل. والزاملة: بعير يستظهر به الرجل يحمل عليه متاعه وطعامه. "اللسان" (حمل، زمل).
(٢) "الأم" (٤/ ٤٠ - ٤١ - باب كراء الإبل والدواب).
(٣) من "م".
(٤) ذكره في "بدائع الصنائع" (٤/ ١٨٣) عازيًا إياه لكتاب "الأصل"، والله أعلم.
(٥) كذا في "الأصل"، وله وجه في العربية.
(٦) الحتامة: بقية الطعام، ومحتومًا من السويق والدقيق أي فيه بقية من هذا وبقية من هذا، والله أعلم، وانظر "لسان العرب" مادة (حتم).

<<  <  ج: ص:  >  >>