للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر كمال وصف الإيمان]

أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم (١) على أن الكافر إن قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأن كل ما جاء به محمد حق، وأبرأ من كل دين خالف دين الإسلام، وهو بالغ صحيح العقل أنه مسلم، فإن رجع بعد ذلك فأظهر الكفر كان مرتدا يجب عليه ما يجب على المرتد.

واختلفوا فيمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولم يزد على ذلك.

فكان الشافعي يقول (٢): والإقرار بالإيمان وجهان: فمن كان من أهل الأوثان ومن لا دين له يدعي أنه دين نبوة ولا كتاب، فإذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقد أقر بالإيمان، ومتى رجع عنه قتل. ومن كان على دين اليهودية والنصرانية فهؤلاء يدعون دين موسى وعيسى صلوات الله عليهما، وقد بدلوا منه وأخذ عليهم فيها الإيمان برسول الله، فكفروا بترك الإيمان به واتباع دينه، فقد قيل لي إن منهم من هو مقيم على دينه يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله ويقول لم يبعث إلينا، فإن كان فيهم [أحد] (٣) يقول هكذا فقال: هذا لم يكن مستكمل الإقرار بالإيمان حتى يقول: وأن دين محمد حق أو فرض محمد وأتبرأ ممن خالف دين محمد أو دين الإسلام، فإذا قال هذا


(١) انظر: "الإجماع" لابن المنذر (٧٢٤)، "الإقناع" (٣٧٧٠).
(٢) انظر: "الأم" (٦/ ٢٢٢ - تفريع المرتد).
(٣) "بالأصل، ح": أحدًا. والمثبت من "الأم" (٦/ ٢٢٢) وهو الجادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>