للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب ذكر لسان الأخرس]

اختلف أهل العلم (١) فيما يجب في لسان الأخرس يقطع.

فقال أكثر من نحفظ عنه: فيه حكومة. روينا هذا القول عن الشعبي، وبه قال سفيان الثوري، وأهل العراق، ومالك (٢)، ومن تبعه من أهل المدينة، والشافعي (٣)، وأصحابه، وكذلك قال أبو ثور، والنعمان (٤)، وصاحباه.

وقد قيل في لسان الأخرس قولان شاذان:

أحدهما: أن فيه الدية كاملة. كذلك قال النخعي. والقول الآخر: أن فيه ثلث الدية. وهو قول قتادة، وحكي ذلك عن ابن شبرمة، ولا يثبت عن عمر (٥) ما روي عنه في هذا الباب أن فيه ثلث الدية، لأنه عن رجل مجهول، ومكحول لم يلق عمر.


(١) قال ابن المنذر: وأجمعوا أن في لسان الأخرس حكومة، وانفرد قتادة والنخعي: فحمل أخيرهما الدية والآخر ثلث الدية "الإجماع" (٦٨٣).
قال ابن قدامة: لا يختلف في أن لسان الأخرس لا تجب فيه الدية، وقد نص أحمد على أن فيه ثلث الدية، واختلف أصحاب الشافعي فمنهم من قال قد نص الشافعي على وجوب الدية فيه ومنهم من قال: لا نص له فيه، ومنهم من قال: قد نص على أن في لسان الأخرس حكومة وإن ذهب الذوق بذهابه "المغني" (١٢/ ١٢٥ - مسألة وفي اللسان المتكلم به الدية). قال ابن حزم: لسان الأخرس كغيره، والألم واحد، والقود واجب لقول الله تعالى ﴿وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ﴾ أو المفادات "المحلى" (١٠/ ٤٤٤).
(٢) "المدونة الكبرى" (٤/ ٥٦٩ - في لسان الأخرس والرجل العرجاء).
(٣) "الأم" (٦/ ١٥٦ - الدية في اللسان).
(٤) نقله عنه في "المحلى" (١٠/ ٤٤٣).
(٥) أخرجه عبد الرزاق (١٧٥٦٤)، وابن حزم في "المحلى" (١٠/ ٤٤٣) عن ابن=

<<  <  ج: ص:  >  >>