للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر اختلاف أهل العلم في دعاء المرتد إلى دينه واستتابته]

اختلف أهل العلم في استتابة المرتد ليراجع دينه. فقالت طائفة: يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، روينا هذا القول عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وبه قال أكثر أهل العلم.

٩٦٣٧ - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري (١)، عن أبيه، أنه قدم على عمر بن الخطاب رجل من قبل أبي موسى الأشعري فسأله عمر عن الناس فأخبره، ثم قال له عمر: هل كانت من مغربة (٢) خبر؟ قال: نعم، رجل كفر بعد إسلامه. قال: فماذا فعلتم به؟ قال: قربناه فضربنا عنقه. فقال عمر: فهلا حبستموه ثلاثا فأطعمتوه كل يوم رغيفا، وأسقيتموه (٣) لعله يتوب، أو يراجع أمر الله. اللهم إني لم أحضر، ولم أر، ولم أرض إذ بلغني (٤).


(١) القاري أي من ولد القارة بن الديش وهي نسبة انظر: "تهذيب الكمال" (١٧/ ٢٦٣) وجاءت نسبته في صحيح ابن حبان (٢٦٦٣) قال "من بني قارة".
(٢) قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (٢/ ٤٣) قال: مغربة خبر يقال بكسر الراء وفتحها وأصله فيما نرى عن الغرب هو البعد … اهـ. وانظر: "النهاية" (٣/ ٦٥٧).
(٣) كذا "بالأصل" وفي جميع مصادر التخريج (استنبتموه) وهو الأقرب والمقصود، وجاء في "تلخيص الحبير" (٤/ ٥٠) موافقًا للفظ الأصل.
(٤) أخرجه مالك في "الموطأ" (٢/ ٥٦٥ - باب القضاء فيمن ارتد عن الإسلام)، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الأم" (١/ ٤٣٠ - المرتد عن الإسلام)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٢٠٦). وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ٢١١) من طريق ابن وهب عن مالك به إلا أنه زاد فيه عن جده، وقد نقل الشافعي عن بعض أهل العلم إعلال هذا الأثر فقال: ومن قال لا يتأنى به زعم أن الحديث الذي =

<<  <  ج: ص:  >  >>