للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر أول وقت العصر]

اختلف أهل العلم في أول وقت العصر فقالت طائفة: أول وقت العصر: إذا صار ظل كل شيء مثله، كذلك قال مالك (١)، وسفيان الثوري، والشافعي (٢)، وأحمد (٣)، وإسحاق، وأبو ثور، وحجتهم في ذلك حديث ابن عباس عن النبي أنه قال: "أمَّني جبريل عند البيت مرتين .. " (٤).

ثم اختلفوا بعد قصدهم القول بظاهر حديث ابن عباس، فقالت فرقة منهم: أول وقت العصر إذا صار ظل كل شئ مثله وهو آخر وقت الظهر، فلو أن رجلين قاما في هذا الوقت يصلي الواحد الظهر ويصلي الآخر العصر كانا مصلين الصلاتين في وقتهما. قال بهذا القول إسحاق، وحكى عن ابن المبارك أنه قال به، قال: وقيل لابن المبارك: كيف يكون وقتًا واحدًا لصلاتين من غير سفر ولا عذر؟ قال ابن المبارك: أيضرك (٥) ذلك إنما جاء به جبريل هكذا، ولو جاءه وقتًا واحدًا لثلاث صلوات لجعلناه لثلاث.

وقالت فرقة: لا يفوت الظهر حتى يجاوز [ظل] (٦) كل شيء مثله، فإذا جاوزه فقد فاتت، ووقت العصر إذا جاوز ظل كل شيء مثله،


(١) "المدونة الكبرى" (١/ ١٥٦ - ما جاء في وقت الصلاة).
(٢) "الأم" (١/ ١٥١ - جماع مواقيت الصلاة).
(٣) "مسائل أحمد برواية ابن هانيء" (١٧٧).
(٤) تقدم تخريجه برقم (٩٣٨).
(٥) في "د": أيسوءك.
(٦) من "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>