للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

* فائدة:

يتبين لنا مما سبق كثرة مشايخ ابن المنذر وقلة تلامذته، فأما تعدد مشايخه فليس بغريب على إمام له رحلة في طلب الحديث وإقامتة ببلد الله الحرام وتلقيبه بشيخ الحرم.

وأما الملفت للانتباه قلة تلاميذه فها هم كما نظرنا لم يتعدوا العشرين نفسًا على ما وقفنا في كتب التراجم والسنن، ونحن لم نستوعب تلامذته من كتب السنن فيا حبذا لو قام بعض الباحثين بجمع أحاديثه خارج الأوسط، فبهذا يتبين لنا رواياته ليكون بمثابة المستخرج لأحاديثه، فإن تمّ هذا فإنه سيبدي لنا الكثير من الفوائد، هذا أمر.

والأمر الآخر: يغلب على ظني أن قلة طلابه تعود إلى سبب هام ألا وهو أن المصنِّف عاش في مكة وعفَم فيها الكثير وفي فترة حياته إلى ما بعد الوفاة ظهر القرامطة عليهم لعنة الله وكان ابتداء أمرهم في عام (٢٨٦ هـ) فعاثوا في الأرض فسادًا، وأعظم ما يذكر هنا ما فعلوه مع الحجيج وفي البلد الحرام وذلك في عام (٣١٧ هـ) بمقتلة عظيمة داخل البيت الحرام فقتلوا الكثير من العلماء والطلاب، ولم يسلم العوام.

قال ابن كثير في "بدايته" في حوادث هذا العام:

فيها: خرج ركب العراق وأميرهم منصور الديلمي فوصلوا إلى مكة سالمين، وتوافد الركوب هناك من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي وقد خرج عليهم في جماعته يوم التروية فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في بعاث مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تصرع حوله والسيوف تعمل في الناس في

<<  <  ج: ص:  >  >>