رسول الله ﷺ بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قُبَةٍ من أدم، لم يدع معهم أحدًا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله ﷺ، فقال:"ما حديث بلغني عنكم؟ " قالت الأنصار: أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس حديثة أسنانهم فقالوا كذا - وكذا، للذي قالوا - قال:"إنما أعطي رجالًا حدثاء عهد أتألفهم - أو قال: أستَأْلِفهم - أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون برسول الله ﷺ إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به". قالوا: أجل يا رسول الله قد رضينا. فقال لهم رسول الله ﷺ:"ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، وإني فرطكم على الحوض". قال أنس: فلم يصبروا (١).
* * *
ذكر الأخبار المفسرة لهذِه الأخبار الدالة على أن النبي ﷺ إنما أعطى تلك العطايا من نصيبه من الخمس لا من جملة الغنيمة
٦١٣٣ - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق قال: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لَبِيد، عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله ﷺ من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة، حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله قومه، فدخل