للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإن كان لا يحسن العربية أجزأه في قول النعمان، ويعقوب، ومحمد، وقال النعمان (١): تجزئه القراءة بالفارسية وإن أحسن العربية.

قال أبو بكر: وليس كما قال: لا يكون المرء قارئًا إلا أن يقرأ كما أنزله الله جل ثناؤه، فمن قرأ على غير ما أنزل الله فغير مجزئ عنه صلاته إذ قارئه قارئ خلاف ما أنزله الله في كتابه وقرأ رسول الله .

[ذكر استحباب سكوت الإمام قبل القراءة ليقرأ من خلفه في حال سكوته]

١٣٣٤ - حدثنا حاتم بن منصور، أن الحميدي حدثهم، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة: أن رسول الله كان إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ، فقلت: بأبي وأمي ما تقول في سكتتك بين التكبير والقراءة؟ قال: أقول: "اللهمَّ باعد بيني وبينَ خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهمَّ نقني من خطاباي كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس، اللهمَّ اغْسلني مِنْ خطاياي بالماءِ، والثلجِ، والبرَد" (٢).

قال أبو بكر: فيستحب للإمام أن تكون له سكتة بين التكبير والقراءة ليقرأ من خلفه، ويدل هذا الحديث على أن للإمام أن يخص نفسه بما شاء من الدعاء دون [من] (٣) خلفه، ويدل على إباحة الدعاء في الصلاة بما


(١) "المبسوط" للشيباني (١/ ١٥) وللسرخسي (١/ ١٣٧ - باب افتتاح الصلاة).
(٢) تقدم برقم (١٢٦٦).
(٣) من "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>