للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر أقصى مدة الحمل الموجودة في النساء]

اختلف أهل العلم في أقصى مدة الحمل:

فقالت طائفة: أقصى مدته: سنتين. روي هذا القول عن عائشة (١)، وروي عن الضحاك، وهرم بن حيان (٢) أن كل واحد منهما أقام في بطن أمه سنتين. وهذا قول سفيان الثوري أن أقصى ما تلد النساء سنتين.

وفيه قول ثان: وهو أن مدة الحمل قد تكون: ثلاث سنين. روينا عن الليث بن سعد أنه قال: حملت مولاة (لعمرو بن عبد الله) (٣): ثلاث سنين.

وفيه قول ثالث: وهو أن أقصى مدته تكون أربع سنين هكذا قال الشافعي (٤)، واختلف عن مالك (٥) فالمشهور عنه عند أصحابه مثل ما قال الشافعي. وحكى الماجشون عنه ذلك، قال: ثم رجع عنه لما بلغه قصة المرأة التي وضعت لخمس سنين. وفي قول سواه وهو أن مدة الحمل قد تكون خمس سنين. حكي عن عباد بن العوام أنه قال: ولدت امرأة معنا في الدار لخمس سنين، قال: فولدت وشعره يضرب إلى هاهنا وأشارل إلى العنق، قال: ومر به طير فقال: هش. وقد حكي عن ابن عجلان: أن امرأته كانت تحمل خمس سنين.


(١) ذكره ابن حزم في "المحلى" (١٠/ ٣١٦) عن سعيد بن منصور بإسناده.
(٢) قال الإمام الذهبي في "السير" (٤/ ٤٨): قيل: سمي هَرِمًا لأنه بقي حملًا سنتين حتى طلعت أسنانه.
(٣) كذا "بالأصل". وفي "الإشراف" و "المغني" (٨/ ٩٨): (لعمر بن عبد الله). وفي "المحلى" (لعمر بن عبد العزيز).
(٤) "المهذب" (٢/ ١٤٢ - فصل وإن وجبت العدة على المطلقة).
(٥) "المدونة" (٢/ ٢٤ - المطلقة تنقضي عدتها ثم تأتي بولد بعد العدة).

<<  <  ج: ص:  >  >>