للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجمال يفلس وقد أكرى من قوم أو المكتري يفلس]

واختلفوا في القوم يتكارون من الجمال إبلا بأعيانها ثم يفلس.

فقالت طائفة: لكل واحد منهم أن يركب إبله بأعيانها، ولا تباع حتى يستوفوا الحمولة. هكذا قال الشافعي (١).

وقال مالك (٢): إذا أفلس الجمال فالبزاز (٣) أولى بالإبل حتى يستوفي ركوبه، إلا أن يصمنوا له الغرماء حملانه، ويكترون له من ملآء (٤) ويأخذون الإبل فيبيعونها في دينهم. وقال الشافعي (٥): وإن كانت الإبل بغير أعيانها، ودفع إلى كل إنسان بعيرا دخل بعضهم على بعض إذا ضاقت الحمولة، ودخل عليهم [غرماؤه] (٦) الذين لا حمولة لهم حتى يأخذوا من إبله بقدر مالهم، وأهل الحمولة بقدر حمولتهم.

واختلفوا [في] (٧) الرجل يتكارى من الرجل حمل طعام إلى بلد من البلدان ثم يفلس المكتري أو يموت.


(١) "الأم" (٥/ ٢٣٦ - باب التفليس).
(٢) "المدونة الكبرى" (٣/ ٥٦١ - باب في متكاري الأرض يفلس).
(٣) في "المدونة الكبرى": قال مالك في الإبل يتكاراها الرجل يحمل عليها بزه إلى بلد من البلدان فيفلس الجمال أو البزاز أيهما فلس.
(٤) ملآء: ككبراء، وهم الأغنياء المتمولون ذوو الأموال، أو هم الحسنو القضاء منهم أي من الأغنياء في إعطاء الدين وتسليمه لطالبه ومتقاضيه بلا مشقة، ولو لم يكونوا في الحقيقة أغنياء، والملاء أيضًا الرؤساء، سموا بذلك؛ لأنهم ملاء بما يحتاج إليه الواحد مليء ككريم وهو كثير المال أو الثقة الغني، قال الجوهري: أو الغني المقتدر. راجع "تاج العروس" (١/ ١٢٩ - ١٣٠).
(٥) "الأم" (٥/ ٢٣٦ - باب التفليس).
(٦) في "الأصل": غرماؤهم. والمثبت من "الأم".
(٧) في "الأصل" قطع بمقدار كلمة وما أثبته من "الإشراف" (١/ ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>