للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر صفة كاتب القاضي]

قد ذكرنا فيما مضى عن زيد بن ثابت أن رسول الله أمره أن يتعلم كتاب يهود، قال: فكنت أكتب لهم إذا (كتبوا) (١)، وأقرأ له إذا كتبوا (٢) (٣).

قال أبو بكر: فاتخاذ الكاتب مباح، وتركه أسلم لمن يكتب، فإن اتخذ القاضي كاتبا لم يتخذ إلا كما قال الشافعي ما ينبغي لقاضي ولا لوالي من ولاة المسلمين أن يتخذ كاتبا ذميا، ولا يضع الذمي في موضع يتفضل (فيه) (٤) مسلما، وينبغي أن (نعذر) (٥) المسلمين بأن لا يكون لهم حاجة [إلى غير] (٦) أهل دينهم، والقاضي أقل الخلق في هذا عذرا، ولا ينبغي للقاضي أن يتخذ كاتبا لأمور الناس حتى يجمع أن يكون عدلا جائز الشهادة، وينبغي له أن يكون عاقلا لا يخدع، ويحرص على أن يكون فقيها لا يؤتى من جهالة، وعلى أن يكون نزها


(١) كذا في "الأصل"، وفي سنن أبي داود: كتب.
(٢) أي: كتبوا إليه.
(٣) أخرجه البخاري (٧١٩٥) تعليقا فقال: وقال خارجة بن زيد بن ثابت "عن زيد بن ثابت به نحوه.
ووصله أبو داود (٣٦٤٠)، والترمذي (٢٧١٥) من طريقين، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد رويا من غير هذا الوجه عن زيد بن ثابت.
(٤) في "الأم": به.
(٥) في "الأم": نعرِّف، وفي نسخة دار ابن قتيبة من "الأم" أشار محققه إلى اختلاف النسخ حول هذه اللفظة فانظره.
(٦) من "الأم".

<<  <  ج: ص:  >  >>