كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

جماع أبواب فضائل المساجد وبنائها وتعظيمها - ذكر اختلاف أهل العلم في دخول الجنب والحائض المسجد وجلوسهما فيه - ج: 5 - ص: 120

ابن مسعود فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا ابن أم عَبْد، فضحك ابن مسعود فقلنا: ما يضحكك؟ فقال: سمعت النبي ﷺ يقول: "إن من أشراط الساعة السلام بالمعرفة، وأن يمر الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه، وأن يُبْرِد الشابُّ الشيخَ فيما بين الأفُقين، وأن يتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان" (١).

* * *

ذِكْرُ اختلاف أهل العلم في دخول الجنب والحائض المسجد وجلوسهما فيه

اختلف أهل العلم في مقام الجنب في المسجد قالت طائفة: لا يدخل الجنب المسجد إلا وهو عابر سبيل مارًّا فيه. روي هذا القول عن ابن مسعود، وبه قال ابن عباس، وسعيد بن المسيب، والحسن، وعطاء، وعمرو بن دينار، وقتادة.

٢٥١٢ - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس ﴿وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ﴾ (٢) قال: لا تدخل المسجد وأنت جنب، إلا وأنت عابر

---

(١) أخرجه الحارث في "مسنده" (٧٩٢)، والهيثمي في "زوائده" (٢/ ٧٨٧)، والبزار (١٥٧٦) مختصرًا من طريق حماد بن سلمة، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٩/ ٢٩٧ رقم ٩٤٩٠)، وابن عدي في "الكامل" في ترجمة ميمون أبي حمزة القصاب (٨/ ١٥٨) من طريق عمر بن المغيرة كلاهما من طريق أبي حمزة، به.
قلت: وإسناده واه، وآفته: ميمون أبي حمزة وهو متروك. والحديث في مناكيره، وانظر "الميزان" (٤/ ٢٣٤).
(٢) النساء: ٤٣.