للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجل من يهود بني قريظة من وادي القرى فابتاعني، ثم خرج بي، حتى قدم بي، وتحول النبي إلى المدينة .. وذكر الحديث، قال: فأكببت على النبي أقبل الخاتم من ظهره وأبكى. فقال: "تحول." قال: فحولني فأجلسني، فجلست بين يديه، فحدثته من شأني قال: ثم إني أسلمت فشغلني ما كنت فيه، ففاتني بدرٌ، وأحدٌ ثم قال رسول الله : "كاتِب"، فسألت صاحبي الكتابة، فلم أزل به حتى كاتبني على أن أحيي له ثلاثمائة نخلة، وعلى أربعين أوقية من ورق (١).

* * *

[ذكر الرجل من المسلمين يطلع عليه أنه عين للمشركين قد كتب بأخبار المسلمين إليهم]

واختلفوا فيما يفعل بالرجل من المسلمين قد كاتب المشركين وأخبرهم بأخبار المسلمين، فكان مالك بن أنس (٢) يقول: ما سمعت فيه بشيء، وأرى فيه اجتهاد الإمام. وقال الأوزاعي في جاسوس من المسلمين للعدو: يستتاب، فإن تاب قبلت توبته، وإن أبى عاقبه الإمام عقوبة موجعة، ثم غربه إلى بعض الآفاق وضمن الحبس.

وقال الأوزاعي وقد سئل عن هذِه المسألة: إن كان مسلمًا عاقبه الإمام عقوبة منكلة وغربه إلى بعض الآفاق في وثاق، وإن كان ذميًا قتل، فإنه قد نقض عهده، وإن كان أهل حرب بعثوا إليهم بأموال على مناصحتهم، قبض تلك الأموال، فوضع في بيت المال.


(١) رواه أحمد في "مسنده" (٥/ ٤٤١ - ٤٤٤) من طريق محمد بن إسحاق مطولًا.
(٢) "التاج والإكليل" (٣/ ٣٥٧ - فصل فيما يحرم في الجهاد).

<<  <  ج: ص:  >  >>