للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونقل تحت هذا الباب أقوال الأئمة: الشافعي وأحمد وغيرهما، وبالنظر فيما نقله يتبين اعتقاده - في الفرق الضالة فضرب المثال بالقدرية والإباضية ووصفهم بالبدعة، فلم يثن عليهم ولا أقرهم على باطلهم، وإنما نقل كلام أهل السنة مقرًا لهم ومكتفيًا بما قالوه ولم يعقب عليهم.

- اعتقاده في مسألة الإيمان:

في كتاب (المرتد - باب ذكر كمال وصف الإيمان) قال:

أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على أن الكافر إن قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وأن كل ما جاء به محمد حق، وأبرأ من كل دين خالف دين الإسلام، وهو بالغ صحيح العقل أنه مسلم، فإن رجع بعد ذلك فأظهر الكفر كان مرتدًا؛ يجب عليه ما يجب على المرتد.

وهنا عنون بلفظ الإيمان، ثم ذكر الشهادتين وهما من أركان الإسلام.

وهذا اصطلاح معروف في الكتاب والسنة وأقاويل السلف: أن الإيمان إذا أفرد في موضع شمل الدين الظاهر والباطن.

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (٧/ ١٤):

وإذا ذكر اسم الإيمان مجردًا دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة كقوله في حديث الشعب "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الأيمان.

وقال في (٧/ ١٧٩) من الفتاوى أيضًا:

لفظ الايمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ "البر" وبلفظ "التقوى" وبلفظ "الدين"؛ فإن النبي بين أن الإيمان بضع

<<  <  ج: ص:  >  >>