للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاضرب وجوه الغُدَّر الأعداء … حتى يجيبوك إلى السواء

قال أبو عبيد: وقال غير واحد من أهل [العلم] (١) ﴿فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾ أعلمهم أنك قد حاربتهم حتى يصيروا مثلك في العلم، فذلك السواء.

* * *

ما يكون نقضًا للعهد وما لا يكون نقضًا له

قال أبو بكر: كانت قريظة قد عاهدت النبي ، فلما نزل أبو سفيان، ومن معه من قريش وغطفان بقرب المدينة، أتى حُيي بن أخطب النصري، كعب بن أسد القرظي، صاحب عقد بني قريظة وعهدهم، فلم يزل به حتى أجابه إلى نقض العهد الذي كان بين رسول الله وبينه، فبعث النبي سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير، لينظروا صحة ذلك، فجاءوا وأخبروا بخبرهم، فلما انصرف أبو سفيان وغطفان عن المدينة، سار إليهم رسول اللّه وحاصرهم، ونزلوا على حكم سعد بن معاذ، فحكم بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم (٢).

واختلفوا فيما يكون نقضًا للعهد، فكان الأوزاعي (٣) يقول: إن كان من أهل الذمة، فخيَّر أهل الحرب بعورة المسلمين، ودل عليها، وآوى عيونهم، فقد نقض عهده، وخرج من ذمته، إن شاء الوالي قتله، وإن


(١) سقط من "الأصل، ر، ض" والسياق يقتضيها.
(٢) انظر: "السيرة" لابن هشام (٣/ ٢٣٥ - ٢٣٧).
(٣) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (٤/ ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>