للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الجعد، أن ابن السمط قال لكعب بن مرة البهزي: حدثنا - لله أبوك واحذر - حديثًا سمعته من رسول الله ، قال: دعا رسول الله على مضر، قال: فأتيته فقلت: إن الله قد نصركَ وأعطاك واستجاب لك، وإن قومكَ قد هلكوا فادع الله لهم، قال: فأعرض عني، قال: فقلتُ: يا رسول الله، إنَّ الله قد أعطاك ونصرك واستجاب لك وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، قال: فقال: "اللهم أسقنا غيثًا، مريئًا مريعًا طبقًا غدقًا عاجلًا غير رائث، نافعًا غير ضار"، قال: فما أتت عليهم جمعة حتى مطروا (١).

وكان الشافعي (٢) يقول: ويقول: اللهم أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك، فقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا، اللهم إن كنت أوجبت إجابتك لأهل طاعتك وكنا قد فارقْنَا ما خالفنا الذين محضوا طاعتك، فامنن علينا بمغفرة ما فارقْنَا، وإجابتنا في سقيانا، وسعة رزقنا، ويدعو بما شاء بعد، ويكون أكثر دعائه بالاستغفار، يبدأ به دعاءه، ويفصل به كلامه، ويختم به، ويكون أكثر كلامه حتى ينقطع الكلام، ويحض الناس على التوبة، والطاعة، والتقرب إلى الله. وبلغني عن الثوري أنه قيل [له] (٣): أدعو الله؟ قال: إن ترك الذنوب هو الدعاء (٤).


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٣٥) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، به، و (٤/ ٢٣٦) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به، نحوه. وأخرجه ابن ماجه (١٢٦٩) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به، نحوه.
(٢) "الأم" (١/ ٤١٦ - الدعاء في خطبة الاستسقاء).
(٣) الإضافة من عندنا حتى يستقيم الكلام.
(٤) أخرجه الطبري في "تفسيره" تحت آية (٦٠) من سورة غافر ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>