للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن رسول الله كان يأخذ الوبرة من فيء الله فيقول: "ما لي من هذا إلا مثل ما لأحدكم إلا الخمس والخمس مردود فيكم" (١).

فقوله: "إلا ما لأحدكم" يريد أني إن كنت فارسًا فمثل ما للفارس منكم، أو راجلًا فمثل ما للراجل منكم.

قال أبو بكر: والذي دل عليه الكتاب والسنة والاتفاق، إلا ما رويناه عن أبي العالية فإنه قول شاذ لا نعلم أحدًا قال به: أن الخمس يقسم على خمسة، فيكون للرسول خمسه، ويقسم أربعة أخماسه على ما ذكر الله ﷿ في كتابه، وسأذكر ما حفظناه عن أهل العلم في كل صنف ممن ذكر الله إن شاء الله.

٦٠٨٤ - وحدثني علي، عن أبي عبيد قال: قال الله جل وعلا في الخمس ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ﴾ (٢) فاستفتح الكلام بأن نسبه إلى نفسه - جل ثناؤه - ثم ذكر أهله بعد، وكذلك قال في الفيء ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ﴾ (٣)، نسبه جل ثناؤه إلى نفسه، ثم اختص ذكر أهله فصار فيهم الخيار أي للإمام - في كل شيء يراد به الله قال: وقد كان سفيان بن عيينة مع هذا فيما حكي عنه، يقول: إن الله جل ثناؤه إنما استفتح الكلام في الفيء والخمس


(١) أخرجه أحمد (٤/ ١٢٧ - ١٢٨) عن أبي عاصم، والطبراني في "الكبير" (١٨/ ٢٥٩ - ٢٦٠ رقم (٦٤٩) من طريق أبي عاصم به.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ٣٣٧) رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أم حبيبة بنت العرباض، ولم أجد من وثقها ولا جرحها، وبقية رجاله ثقات.
(٢) الأنفال: ٤١.
(٣) الحشر: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>