للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووالله! ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي، ووالله ما كان من بلدٍ أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله ، وأمره أن يعتمر، فلما قدِم مكة قال له قائل: أَصَبَوْت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع محمد رسول الله ، ولا والله! لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله (١).

٦٢٣١ - أخبرنا حاتم بن منصور أن الحميدي حدثهم قال: حدثنا سفيان، حدثنا ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله أسر ثمامة بن أثال .. وذكر بعض الحديث قال ثمامة: والله لا يأتي أهل مكة حبة من طعام حتى يُسلموا، فقدم اليمامة، فحبس عنهم الحمل، حتى شق ذلك عليهم، فكتبوا إلى النبي : إنك تأمر بصلة الرحم، وإن ثمامة قد حبس عنا الحمل، فكتب النبي إلى ثمامة، أن خل إليهم الحمل، فخلاه إليهم (٢).

قال أبو بكر: ومما دل عليه هذا الحديث إباحة ربط الأسير في المسجد، وإباحة دخول المشرك المسجد، وإباحة دخول المسجد للمسلم الجنب الذي خبر النبي أنه ليس بنجس أولى بذلك، ويستحب تعاهد الأسارى من المشركين لئلا يضرَّ بهم العطش والجوع، وقد احتج بهذا الحديث بعض من رأى أن العرب تجري عليها الرق؛ لأن في بعض الأخبار أن النبي أعتقه، من حديث: محمد بن يحيى قال: حدثنا النفيلي قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن


(١) أخرجه البخاري (٤٣٧٢)، مسلم (١٧٦٤) كلاهما عن قتيبة به.
(٢) أخرجه البيهقي (٩/ ٦٦) من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>