للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليسرى، واستعمل أبا عبيدة على البياذقة (١) في بطن الوادي قال عفان: البياذقة هم الحسر، وهم الذين ليس عليهم سلاح (٢)،

فلما كان الغد لقيناهم فلم يشرف لهم أحد إلا أناموه (٣)، وفتح لرسول الله فجاء حتى صعد الصفا وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، (أبيحت) (٤) خضراء قريش لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله "من دخل داره فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن ". فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته، ونزل عليه الوحي فلما سري عن رسول الله قال "يا معشر الأنصار قلتم: أما الرجل فقد أدركته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته فما اسمي إذاً أنا عبد الله ورسوله وهاجرت إلى الله وإليكم فالمحيا محياكم والممات مماتكم " فقالت الأنصار: ما قلنا ذلك إلا ضنا بالله وبرسوله. قال: "فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم " (٥).

قال أبو بكر: قالوا: فكيف يجوز أن يكون دخوله مكة صلحا وهو يأمرهم أن يحصدوهم حصدا، وهذا يستحيل أيجوز لأحد أن يظن بالنبي أنه أمنهم بمر الظهران أو قبل دخوله مكة ثم نقض ذلك أو يكون وعدهم وعدا ثم أخلف ذلك، هذا غير جائز ما يحل


(١) هم الرَّجَّالة، واللفظة فارسية معربة، وقيل: سمُّوا بذلك لخفة حركتهم وأنهم ليس معهم ما يثقلهم، "النهاية" (١/ ١٧١).
(٢) انظر شرح النووي؛ ففيه تفصيل لمعنى العبارة.
(٣) أي: قتلوه.
(٤) في مسلم: أبيدت.
(٥) سبق تخريجه، ورواه مسلم (١٧٨٠/ ٨٦) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>