للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو بكر: وقد اختلفت الأخبار عن عمر في هذا الباب، والمشهور من قول عمر عند كثير من الناس: التفضيل على السوابق، والغناء عن أهل الإسلام (١)، والمشهور عن علي أنه سوى بين الناس.

٦٣٦١ - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو جناب الكلبي (٢) قال: سمعت أبي يذكر أن عليا جمع المال في الرحبة من بين جوالق (٣) أبيض، وجوالق أسود، وقطيفة بيضاء، وقطيفة سوداء، وتومرة وجلة، ثم قال: هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه غيري يا ابن النباح، ادع أمراء الأشياع، ادع لي العرفاء، ادع لي المقاتلة، هذا ما لكم فاحملوه إلى مساجدكم فاقسموه بينكم (٤).


(١) قال أبو عبيد في "الأموال" عقب الرواية: هذا هو المشهور من رأيه، وكان رأي أبي بكر التسوية، ثم قد جاء عن عمر شيء شبيه بالرجوع إلى رأي أبي بكر، وكذلك يروى عن علي التسوية أيضًا ولكلا الوجهين مذهب قد كان سفيان بن عيينة - فيما يحكى عنه يفسره يقول: ذهب أبو بكر في التسوية إلى أن المسلمين إنما هم بنو الإسلام كإخوة ورثوا آباءهم فهم شركاء في الميراث تتساوى فيه سهامهم، وإن كان بعضهم أعلى من بعض في الفضائل ودرجات الدين والخير قال: وذهب عمر إلى أنهم لما أختلفوا في السوابق حتى فضل بعضهم بعضًا، وتباينوا فيها، كانوا كإخوة العلات، غير متساوين في النسب ورثوا أخاهم، أو رجلا من عصبتهم، فأولاهم بميراثه أمسهم به رحمًا وأقعهم إليه في النسب. . . قال أبو عبيد:. . . وليس يوجد عندي في هذا تأويل أحسن منه.
(٢) هو يحيى بن أبي حية، ضعيف الرواية عند جمهور النقاد كما في التهذيب وغيره، هو يروي عن أبيه أبي حية وهو أحسن حالا منه.
(٣) بكسر اللام وفتحها وهو وعاء من الأوعية معروف معرب. انظر "اللسان" مادة: جلق.
(٤) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٨٠ - ٨١) من وجه آخر ببعضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>