للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يروى عن ابن عباس بإسناد لا يثبت، أنه قال: الحين سنة (١).

وبه قال مجاهد، والحكم، وحماد، ومالك بن أنس (٢) قال: إذا نذر أن يصوم حينا يصوم سنة.

وقالت طائفة: الحين ستة أشهر. روي هذا القول عن ابن عباس، وهو أصح إسنادا من الأول وأثبت (٣). وممن قال بأن الحين في قوله ﴿تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها﴾ (٤): ستة أشهر: عكرمه، وسعيد بن جبير، وعامر، وأبو عبيدة. وقال أصحاب الرأي (٥): الحين والزمان ستة أشهر، وكذلك الدهر في قول يعقوب ومحمد ستة أشهر.

وقال أبو حنيفة (٥): لا أدري ما الدهر. ولم يوقت فيه وقتا. وقال الأوزاعي: الحين ستة أشهر. وكان أبو عبيد يميل إلى قول ابن عباس،


(١) أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" من طريقين عنه.
الأول: عن عطاء بن السائب، عن رجل مبهم عنه به وإسناده ضعيف لإبهام السائل.
الثاني: من طريق ابن حميد عن جرير بن عطاء عنه به.
قلت: إسناده تالف؛ ففيه محمد بن حميد وقد وهاه جمهور النقاد، وانظر: ترجمته في "الميزان" (٣/ ٥٣٠)، وعطاء إن كان ابن السائب فلم يسمع من ابن عباس، وإن كان ابن أبي رباح فقد سمع منه، ولم يتبين لي وجهه، وإن كان يغلب على الظن أنه الأول فقد صرح تسميته في الرواية الأولى، وله طريق آخر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٣٠) عن سعيد بن جبير عنه به.
(٢) "المدونة الكبرى" (١/ ٥٩٠ - الرجل يحلف أن لا يفعل شيئًا حينًا).
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" من طريقين، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير عنه، وإسناده حسن من أجل طارق وهو مختلف فيه، وقال الحافظ: صدوق له أوهام.
(٤) إبراهيم: ٢٥.
(٥) "المبسوط" للشيباني (٣/ ٣٦٤ - باب الأوقات في اليمين).

<<  <  ج: ص:  >  >>