ورواه غير ابن إسحاق على وجوه مختلفة؛ فرواه سليمان التميمي، عن يزيد عن القعقاع بن عبيد الله، عن أبي عبد الله. به ذكره البيهقي في "الكبرى" (٩/ ١١٥). ورواه الوليد بن كثير، عن يزيد "أن رجلًا من أسلم. . ."، عن ابن أبي حدرد الأسلمي به أخرجه البيهقي في "الكبرى" (٩/ ١١٦). ورواه محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حدرد به والواقدي متروك لا عبرة بما روى. قلت: وبالنظر في الوجوه المتقدمة يتبين ما يلى: الوجه الأول: بذكر أبي حدرد الصواب فيه: ابن أبي حدرد كما أتت الرواية عند ابن الجارود في "المنتقى" ولعله سقط "الأصل" كما الرواية عند المصنف. الوجه الثاني: عن أبي القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، ولعلها كنية القعقاع، ولم أجد من كناه بهذا. الوجه الثالث: عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، وهذا أرجح الوجوه لاتفاق جماعة من الثقات عليه. قال الحافظ في "الإصابة" (٢/ ٤١٨): الخبر عند جميع الرواة عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن القعقاع بن عبد الله ابن أبي حدرد عن أبيه، ومنهم من أبهم اسم القعقاع. قال: عن أبي القعقاع، ومنهم من قال: عن ابن القعقاع، ولكن اتفقوا على أن الحديث من مسند عبد الله بن أبي حدرد وبقية الطرق رواتها أفراد لا يصلون إلى حفظ الجماعة، وطريق عبد الله بن إدريس أثبت متابعة للقعقاع، وهو محمد بن جعفر بن الزبير. والقعقاع ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ١٨٧). وقال: له صحبة، ونفى الصحبة الحافظ بن حجر في "الإصابة" (٣/ ٢٢٠)، ولا يضر فهو لم يرفعه هنا مباشرة. وهذا الاختلاف المتقدم لعله من ابن إسحاق، وقد عنعن في غالب الروايات. وقال فيه الحافظ: صدوق يدلس؛ فالحديث بالإسناد الذي رجحناه حسن، والله أعلم.