للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد فسر غير واحد من أهل العلم هذه الشجاج، ومن أحسن من رأيته فسر ذلك أبو عبيد (١)، فاقتصرت على ذكر ما قال في ذلك.

حدثني علي بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبيد، قال الأصمعي (٢)، وغيره - دخل كلام بعضهم في بعض -: أول الشجاج: الحارصة، وهي التي تحرص الجلد - يعني: التي تشقه قليلا - ومنه قيل: حرص القصار الثوب إذا شقه وقد يقال لها: الحرصة أيضا، وسمعت إسحاق الأزرق يحدث عن عوف قال: شهدت فلانا - قد سماه إسحاق يعني بعض قضاة البصرة - قضى في حرصتين بكذا وكذا. ثم الباضعة: وهي التي تشق اللحم تبضعه بعد الجلد. ثم المتلاحمة: وهي التي أخذت في اللحم ولم تبلغ السمحاق. والسمحاق: جلدة أو قشرة رقيقة بين اللحم والعظم. قال الأصمعي: وكل قشرة رقيقة فهي سمحاق، فإذا بلغت الشجة تلك القشرة، حتى لا يبقى بين اللحم والعظم غيرها، فتلك الشجة هي السمحاق. وقال الواقدي: هي عندنا الملطامة. وقال غيره: هي الملطاة. يقال: وهي التي جاء فيها الحديث (٣).


(١) قد فسرها الشافعي مثل قول أبي عبيد، انظر: "معرفة السنن والآثار" (١٢/ ١٢٢)، و "الأم" (٦/ ١٠٢ - ١٠٣ - الشجاج في الوجه)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (٨/ ٨٤).
ومعلوم أن الشافعي متقدم على أبي عبيد. وقد أخذ أبو عبيد عن الأصمعي، وأخذ الأصمعي عن الشافعي، وقد قال: أخذت شعر هذيل عن الشافعي. وانظر: "السير" للذهبي (١٠/ ٤٩).
(٢) "تفسير القرطبي" (٦/ ١٩٥)، و"تهذيب اللغة" للأزهري (٤/ ٢٤٠)، "لسان العرب" (٦/ ٤٢٦٣)، و "المحلى" (١٠/ ٤٦١): بسنده إلى الأصمعي. "غريب الحديث" باب: (شج).
(٣) انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (٨/ ٨٣)، و"تفسير القرطبي" (٦/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>