للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

امرأته، ولا يصلى عليه إن مات، ولا يرث أباه إن مات مسلما. ولو أن نصرانيا أجبره وال على الإسلام فأسلم لم يكن ذلك إسلاما في قول النعمان (١)، وفي قول محمد يكون إسلاما في الظاهر، فإن رجع عنه استتيب، فإن تاب وإلا قتل.

وقال الأوزاعي (٢) وسئل عن الأسير يظهر الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فاضطروه إلى شرب الخمر ولحم الخنزير ودخول الكنائس معهم، فإذا كان من الليل قام فصلى صلوات اليوم والليلة، فهل يسعه ذلك؟ قال الأوزاعي: لا يسعه ذلك فإنما بلغنا أن التقية في القول وليس بالفعل.

قال أبو بكر: ومما يحتج به في إسقاط الكفر عن المكره على الكفر قول الله ﷿ ﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾ (٣).

٩٦٥٧ - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثني سلمة، حدثنا حفص بن عبد الرحمن، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن مسلم الأعور، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لما أراد رسول الله أن يهاجر إلى المدينة قال لأصحابه: "تفرقوا عني فمن كانت به قوة فليتأخر إلى آخر الليل، ومن لم تكن به قوة فليذهب أول الليل، فإذا سمعتم بي قد استقررت في الأرض فالحقوا بي"، قال: فأصبح بلال المؤذن، وخباب وعمار وجارية من قريش كانت أسلمت، فأصبحوا بمكة. قال:


(١) انظر: "المبسوط" (٢٤/ ٦٨ - باب ما يكره عليه اللصوص غير المتأولين).
(٢) انظر: "الجامع" لابن وهب - تفسير القرآن رواية سحنون (١/ ١٢ - رقم ٢٢)، وانظر: "السير" لأبي إسحاق الفزاري (ص ٢٧٧)، و"فتح الباري" (١٢/ ٣٢٩).
(٣) النحل: ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>