للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأوزاعي (١). وقال عبد الله بن معبد الزماني، والأوزاعي: ما أنزل في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم إلا في النمل: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠)(٢) (٣)، وكان مالك يقول: إذا صلى الرجل في قيام شهر رمضان استفتح في السورة ببسم الله الرحمن الرحيم إذا ابتدأ فواتحها، ولا يستفتح بها في أم القرآن.

واحتج بعض من يقول بهذا القول بحديث أنس: أن النبي ، وأبا بكر، وعمر كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين (٤)، وقال هذا القائل: وقد ثبت عن النبي ، وعن الخلفاء الراشدين المهديين أنهم كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، ولو كانت آية من فاتحة الكتاب لبدءوا بها، فإن ادعى مدعٍ أنهم كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم، قيل: هذِه دعوى غيب، ولا يجوز إثبات خلاف ظاهر هذا الحديث إلا بخبر مثله.

وقال آخر: لو كانت بسم الله الرحمن الرحيم آية في [أول] (٥) كل سورة لعدت في آي السور، فقد كتب الناس المصاحف وكتبوا عدد آي كل سورة فلم يعدوها في عدد آي السور، فمن ذلك أنهم كتبوا سورة


(١) "المجموع" (٣/ ٢٨١ - فرع في مذاهب العلماه في إثبات البسملة وعدمها)، و"المغني" (١/ ٢٨٤ - مسألة: ويبتدؤها ببسم الله الرحمن الرحيم)، و"التمهيد" (١٩/ ٢٠٨)، وله قول آخر مثل قول أحمد بن حنبل وأبي عبيد، ذكره ابن عبد البر في نفس الموضع.
(٢) النمل:٣٠.
(٣) وذكر قول عبد الله بن معبد والأوزاعي: في "المغني" (١/ ٢٨٦ - فصل: واختلفت الرواية عن أحمد هل هي آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة أو لا؟.
(٤) تقدم.
(٥) من "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>