للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢١٨ - أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي (١) قال: أخبرنا الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين قال: أسر أصحاب رسول الله رجلًا من بني عقيل، فأوثقوه، وطرحوه في الحرة، فمر به رسول الله ونحن معه - أو قال: أتى عليه رسول الله على حمار، وتحته قطيفة - فناداه يا محمد؟ فأتاه النبي : "ما شأنك؟ " قال: فيما أُخذت، وفيما أخذت سابقة الحاج؟ فقال: "أُخِذْتَ بجريرة حلفائك ثقيف"، وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب رسول الله ، فتركه ومضى، فناداه، يا محمد! يا محمد، فرحمه رسول الله فرجع إليه، فقال: "ما شأنك؟ قال: إني مسلم. قال: "لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح فتركه ومضى فناداه: يا محمد؟ فرجع إليه، فقال: إني جائع فأطعمني - قال: وأحسبه قال - وإني عطشان فاسقني. قال: "هذِه حاجتك". قال: [ففداه] (٢) رسول الله بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف، وأخذ ناقته تلك (٣).

قال أبو بكر: وقد تكلم أصحابنا في قوله: إني مسلم. قال: "لو قلتها وأنت تملك نفسك أفلحت كل الفلاح"، قال قائل: يحتمل أن يكون قوله: إني مسلم للخوف، يريد مستسلم لا مسلم لله فقال: لو قلتها لا على الخوف الذي اضطرك إلى ما قلت، أفلحت كل الفلاح، فهذا صدق؛ لأن الإكراه إذا ارتفع عنه، كان إسلامه اختيارًا لله ورغبة في توحيد الله، فأعلمه لو سبق هذا القول الإكراه كان إيمانًا، فلما لم يكن سابقًا


(١) الشافعي في "المسند" (ص ٣١٨).
(٢) في "ر، ض": فناداه يا. والمثبت من مصادر التخريج.
(٣) أخرجه مسلم (١٦٤١) من طريق أيوب عن أبي قلابة مطولًا مما هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>