للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البيت قاتلناه. قال رسول اللّه : "فروحوا إذًا". قال معمر: قال الزهري: فكان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحدًا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول اللّه، قال الزهري في حديث المسور ومروان -: فراحوا - يعني - حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي : "إن خالد بن الوليد بالغميم، في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين"، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرًا لقريش، ثم سار رسول اللّه حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت به راحلته، فقال الناس: حَلُ حَلُ، فألحت. فقالوا: خلأت القصواء، خلأت. فقال النبي : "ما خلأت القصواء، وما ذلك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل" ثم قال: "والذي نفسي بيده، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات اللّه إلا أعطيتهم إياها"، (ثم) (١) زجرها فوثبت به. قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية، على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضًا، فلم يلبثه الناس أن نزحوه (فشُكِي) (٢) إلي رسول اللّه العطش فانتزع سهمًا من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فواللّه ما زال يجيش لهم بالريّ حتى صدروا عنه، فبينا هم كذلك، إذ جاء بُديَل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة، (وكان) (٣) عيبة نصح رسول اللّه من أهل تهامة. فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي أعداد مياه الحديبية، معهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. فقال رسول اللّه :


(١) سقط من "ض".
(٢) في "ض": فيشكى.
(٣) عند البخاري وغيره: وكانوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>