للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إنا لم نجئ لقتال أحدٍ، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب، وأضرت بهم، فإن شاءوا (هادنتهم) (١) مدة، ويخلوا [بيني] (٢) وبين الناس، فإن أظهر، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا، فَإن أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذن الله أمره". فقال بديل: سأبلغهم ما تقول. فانطلق حتى أتى قريشًا، فقال: إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل، وسمعناه يقول قولًا: فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا. فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء. وقال ذووا الرأي منهم: هات ما سمعته يقول. قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدثهم بما قال رسول اللّه ، فقال عروة بن مسعود الثقفي: أي قوم ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى. قال: أوَلستُ بالولد؟ قالوا: بلى. قال: فهل تتهموني. قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ، فلما بلّحوا [علي] (٣)، جئتكم بأهلي، وولدي، ومن أطاعني. قالوا: بلى. قال: فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، ودعوني آته. قالوا: - ائته فأتاه. قال: فجعل يكلم النبي . فقال النبي نحوًا من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك، وإن [تكن] (٤) الأخرى، فواللّه إني لأرى وجوهًا، وأرى أشوابًا من


(١) في "مصنف عبد الرزاق"، و"المسند": ماددتهم.
(٢) في "الأصل": بينه. والمثبت من البخاري، وأحمد وغيرهما.
(٣) في "الأصل، ر، ض": عليكم. والمثبت من مصادر التخريج.
(٤) من "المصنف".

<<  <  ج: ص:  >  >>