للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من النضير؟ " فقال: أذهبته النفقات، والحروب. فقال: "العهد قريب، والمال أكثر من ذلك"، فقد كان حيي قتل قبل ذلك، فدفع رسول الله سعية إلى الزبير، أشمه (١) بعذاب. قال: قد رأيته يطوف في خربة ههنا، ينظر فيها، فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في الخربة.

فقتل رسول الله ابني أبي الحقيق، كان أحدهما زوج صفية بنت حيي، وسبا رسول الله ذراريهم ونساءهم، وقبلوا أموالهم بالنكث الذي نكثوا، وأراد أن يجليهم منها. فقالوا: يا محمد دعنا نكون في هذِه الأرض نصلحها، ونقوم عليها، ولم يكن لرسول الله ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون أن يقوموا هم، فأعطاهم رسول الله إلى خيبر على أن لهم الشطر من كل نخلٍ وزرعٍ وشيء، ما بدا لرسول الله ، فكان عبد الله بن رواحة يأتيهم فيخرصها عليهم، فشكوا إلى رسول الله شدّة خرصه، وأرادوا أن يرشوه. فقال: يا أعداء الله، أتطعموني السحت، والله لقد جئت من عند أحب الناس إليّ؛ ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم. فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.

قال: ورأى رسول الله بعين صفية خضرة. قال رسول (الله) (٢): "ما هذِه الخضرة؟ " فقالت: كان رأسي في حجر ابن أبي الحقيق وأنا نائمة، فرأيتُ كان قمرًا وقع في حجري، فأخبرته بذلك فلطمني، وقال: تمنين ملك يثرب.


(١) عند ابن حبان: فمسه.
(٢) سقط من "ر".

<<  <  ج: ص:  >  >>