كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

جماع ( ... ) التغليظ في الدخول في الولايات والقضاء وتمني الولاة يوم القيامة أنهم لم يلوا الأعمال في الدنيا - ذكر ( ... ) في تولية القضاء من لا يستحقه لجهله به - ج: 6 - ص: 499

٦٤٤٤ - حدثنا سهيل بن عمار، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بقية، قال: ثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن [جبير] (١) وشريح بن عبيد الحضرميين، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ﷺ: "إن القاضي ليزل (٢) في حكمه في مزلته (٣) أبعد من عدن في نار جهنم " (٤).

٦٤٤٥ - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا [أبو سنان] (٥)، عن يزيد بن عبد الله بن موهب، أن عثمان قال لابن عمر: اقض بين الناس. قال: لا أقضي بين رجلين ولا أؤمهما. قال عثمان: لتقضين. قال: لا. قال: فإن أباك كان يقضي. قال: أجل، إن أبي كان إذا أشكل عليه شيء سأل النبي ﷺ فإن أشكل على النبي ﷺ سأل جبريل، وإني لا أجد من أسأله، وإنه بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل جاف فهو في النار. ورجل قضى بجهل فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فذاك كفاف لا له ولا عليه. ثم قال: أما سمعت النبي ﷺ يقول: "من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ؟ " فقال عثمان: بلى. قال: فإني أعوذ بالله أن تستقضيني. فأعفاه وقال:

---

(١) في "الأصل" جرير. تحريف والمثبت من "مسند عبد بن حميد" و "التهذيب".
(٢) في "مسند عبد بن حميد" لينزل. وأشار محققه إلى أنه في نسختين خطيتين: ليزل.
(٣) عند عبد بن حميد مزلقه. وأخرجه إسحاق كما في "المطالب العالية" (٢١٩٠) بلفظ: "منزلته".
(٤) أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (١٠٨) فقال: أخبرنا يزيد بن هارون به.
(٥) في "الأصل": أبو سفيان. وهو تحريف، والتصحيح من مصادر التخريج، وأبو سنان هو عيسى بن سنان، وقد ضعفه جمهور النقاد. وانظر ترجمته في "التهذيب" (٢٢/ ٦٠٦ - ٦٠٨).