ثم قال البخاري: قال إسحاق حدثنا مسعر عن ثوير مولى آل جعدة، فساقه على نحو إسناد المصنف. وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ١٧٧) مختصرًا. قلت: والأثر ضعيف وفيه أكثر من علة: الأولى: اختلف على مسعر فيه ففي رواية علي بن المثني أسقط منه ثويرًا وجعدة بن هبيرة. ورواه إسحاق وتابعه حماد بن سلمة كما في رواية المصنف، وأثبتا الواسطة، وهما أحفظ من علي، وعلي هو ابن المثني الطهوى قال الحافظ: مقبول. وهناك أخر يسمى علي بن المثني والد أبي يعلى أيضًا مقبول. ثانيًا: ثوير وهو ابن أبي فاختة ضعيف، وتركه البعض، وكذبه آخرون، يضاف إلى ذلك أنه رافضي، وانظر: "تهذيب الكمال" (٨٤٨). ثالثًا: علي بن جعدة مجهول العين انفرد بالرواية عنه مسعر، وترجمه البخاري في "تاريخه الكبير" (٦/ ٢٦٥)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ١٧٧ - ١٧٨)، وابن حبان في "الثقات" (٧/ ٢٠٧). رابعًا: بوب البخاري في "صحيحه" قبل رقم (٢٠٧) بباب (من لم يتوضأ من لحم الشَّاةِ والسويق). وأكل أبو بكر وعمر وعثمان ﵃ فلو يتوضئوا. قلت: فإعراض البخاري عن إسناد القول إلى علي مع احتياجه له في هذا الموضع لهو قرينة قوية على إعلاله الأثر خاصة أنه ساقه في "تاريخه". وقد خرج الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٧١) التعليق الذي صدر به البخاري الباب، وعزاه للطبراني في "مسند الشاميين" ثم قال: ورويناه من طرق كثيرة عن جابر مرفوعًا وموقوفًا على الثلاثة مفرقًا ومجموعًا.