كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

كتاب الدعوى والبينات - ذكر الأخبار الدالة على أن القضاء بذلك يجب إذا منع الجار جاره أن يغرز خشبة في جداره - ج: 7 - ص: 164

به ولو على بطنك فأمر عمر أن يمر به، ففعل (١).

قال مالك: أرى عمر بن الخطاب إنما قضى بذلك، لأن رسول الله ﷺ قال: "لا ضرر ولا ضرار ".

قال أبو بكر: وهذه اللفظة "لا ضرر ولا ضرار " يرددها كثير من أهل العلم في كتبهم ولا أعلم ذلك يثبت متصلا، ولا يجوز أن يطلق فيقال: قال رسول الله ﷺ، إلا أن يكون ذلك موجودا بإسناد جيد.

٦٦٥٣ - حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال: "لا ضرر ولا ضرار " (٢).

قال أبو بكر: وهذا مرسل لا تقوم به الحجة، وإنما روى هذا الحديث جابر الجعفي، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا (٣).

---

(١) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٥٧٢).
(٢) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٥٧١) هكذا مرسلا، وأخرجه الدارقطني في سننه (٣/ ٧٧)، والحاكم في "مستدركه" (٢/ ٥٧ - ٥٨) من طريقين عن عباس الدوري، عن عثمان بن محمد، عن الدراوردي، عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، وعثمان ضعيف. قال الحافظ ابن رجب في "شرح الأربعين" تحت الحديث الثاني والثلاثين .... قال البيهقي: تفرد به عثمان عن الدراوردي، وخرجه مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا.
قال ابن عبد البر: لم يختلف عن مالك في إرسال هذا الحديث قال: ولا يسند من وجه صحيح ثم خرجه من رواية عبد الملك بن معاذ النصيبي عن الدراوري موصولا، والدراوردي كان الإمام أحمد يضعف ما حدث به من حفظه ولا يعبأ به، ولا شك في تقديم قول مالك على قوله، وقال خالد بن سعيد الأندلسي الحافظ لم يصح حديث لا ضرر ولا ضرار" مسندا. وانظر نصب الراية (٤/ ٣٨٥).
(٣) أخرجه أحمد (١/ ٣١٣)، وابن ماجه (٢٣٤١)، وعزاه الزيلعي في "نصب الراية" =