كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

جماع أبواب من يجب قبول شهادته ومن لا يجب قبول شهادته - ذكر شهادة البدوي على القروي وإبطال ذلك إن ثبت الحديث - ج: 7 - ص: 274

أبو الأسود، عن نافع بن يزيد، عن [يزيد] (١) بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن عمرو بن علقمة (٢)، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: "لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية ".

وقد اختلفوا أهل العلم في جواز شهادة البدوي على القروي. فقالت طائفة: شهادته جائزة إذا كان عدلا على ظاهر قوله: ﴿ممن ترضون من الشهداء﴾ (٣) لا فرق بين القروي والبدوي في ذلك، إذ هما جميعا في سائر الأحكام واحد.

هذا قول ابن سيرين والشافعي (٤) وأبي ثور، وبه قال النعمان

---

(١) تحرفت في "الأصل" إلى زيد. والصواب هو المثبت، ويزيد مترجم له في "التهذيب"، وكذا ورد الحديث في مصادر التخريج.
(٢) هذا الإسناد فيه إشكال في موضعين:
الأول: أنه قال عن محمد بن عمرو بن حلحلة، والوارد في طرق الحديث عن محمد بن عمرو ابن عطاء كما عند أبي داود وابن ماجه، وكذا في "التحفة" (١٠/ ٢٧٧)، والدارقطني في "سننه" (٤/ (٢١٩) وابن الجارود (١٠٠٩)، والخطيب في "تاريخه" (٩/ ٤٥٧) وأما ابن حلحلة فليست له رواية عن عطاء ولا روى عنه يزيد بن الهاد كما في "التهذيب" (٦١٠٠).
الثاني: أنه زاد في الإسناد: عمرو بن علقمة، وعمرو انفرد بالرواية عنه ابنه محمد، وروى عمرو عن أبيه علقمة بن وقاص حديثًا واحدًا انظر: "التهذيب" (٥٠٠٤) ولم أعثر على هذا الطريق في مظانه من المسانيد والعلل، فأخشى أن يكون وهمًا أو خطأ من الناسخ. والحديث صححه الألباني ﵀ ﵀ في "الإرواء" (٢٦٧٤).
(٣) البقرة: ٢٨٢.
(٤) "الأم" (٦/ ٣٠١ - باب: شهادة القاذف).