للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٥ - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا هوذة بن خليفة، نا عوف، نا أبو رجاء العطاردي، نا عمران بن حصين قال: كنا مع النبي في سفر، فدعا بوضوء، ثم نودي بالصلاة فصلى بالناس، فانفتل من صلاته، فإذا رجل معتزل لم يصل في القوم، فقال النبي : "ما منعك يا فلان أن تصلي في القوم؟ " فقال: يا رسول الله، أصابتني جنابة، ولا ماء. قال: "عليك بالصعيد فإنه يكفيك" (١).

قال أبو بكر: ولو كانت الطهارة تجزئ بغير الماء لأشبه أن يقول له عند قوله: أصابتني جنابة، ولا ماء: اطلب نبيذ كذا، أو شراب كذا، فدل ظاهر الكتاب والسنة على أن الوضوء لا يجزئ إلا بالماء، فإن لم يجد الماء فالتيمم.


= قال: وهذا حديث ضعيف بلا شك إذ لابد فيه من عمرو بن بجدان، وعمرو بن بجدان لا يعرف له حال، وإنما روى عنه أبو قلابة واختلف عنه … وتعقبه الشيخ تقي الدين فقال: ومن العجب كون ابن القطان لم يكتف بتصحيح الترمذي في معرفة حال عمرو بن بجدان، مع تفرده بالحديث، وهو قد نقل كلامه: هذا حديث حسن صحيح. وأي فرق بين أن يقول: هو ثقة أو يصحح له حديثًا انفرد به، وإن كان توقف عن ذلك لكونه لم يرو عنه إلا أبو قلابة، فليس هذا بمقتضى مذهبه، فإنه لا يلتفت إلى كثرة الرواة في نفي جهالة الحال، فكذلدً لا يوجب جهالة الحال بانفراد راو واحد عنه بعد وجود ما يقتضي تعديله وهو تصحيح الترمذي …
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (١/ ٢١٦) بعد أن نقل كلام ابن دقيق العبد: وهذا الذي حققه ابن دقيق العيد بديع ممتع، وهو الصواب المطابق لأصول هذا الفن.
(١) أخرجه البخاري (٣٤٤)، والنسائي (٣٢٠)، وأحمد في "مسنده" (٤/ ٤٣٤)، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢٧١)، وابن حبان في "صحيحه" (١٣٠١) كلهم من طريق عوف به، وأخرجه مسلم (٦٨٢/ ٣١٢) من طريق أبي رجاء العطاردي به.

<<  <  ج: ص:  >  >>