كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

جماع أبواب المهور وسننها - ذكر اختلاف أهل العلم في وجوب الصداق بالخلوة وإرخاء الستور - ج: 8 - ص: 382

بن يسار أن الحارث بن حكيم (١) تزوج امرأة أعرابية، فدخل عليها فإذا هي خضراء (٢) فكرهها فلم يكشفها (حتى) (٣) يقول واستحيي أن يخرج مكانه، فأقام عندها مخليا ثم خرج فطلقها، وقال: لها نصف الصداق لم أكشفها، وهي ترد ذلك عليه، فرفع ذلك إلى مروان بن الحكم فأرسل إلى [زيد] (٤) بن ثابت فقال: رجل صالح كان من شأنه كذا وكذا وهو عدل، هل عليه إلا نصف الصداق؟ فقال له زيد بن ثابت: أرأيت لو أن المرأة الآن حبلت فقالت: هو منه أكنت مقيما (عليه) (٥) الحد؟ فقال مروان: لا. فقال زيد بن ثابت: فلها صداقها كاملا (٦).

٧٢٧٢ - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق (٧)، عن جعفر بن سليمان قال: حدثنا عوف قال: سمعت زرارة بن أوفى يقول: قضى الخلفاء

---

(١) كذا بالأصل. وفي جميع مصادر التخريج: الحارث بن الحكم. وقد ترجم ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١١/ ٤١٢) فذكر الحارث بن الحكم بن أبي العاص، وذكر القصة في ترجمته.
(٢) خضراء أي سوداء. انظر: "غريب الحديث" للخطابي (٢/ ٣٧١)، و "النهاية" لابن الأثير (٢/ ١٠٧).
(٣) كذا بالأصل. وفي مصادر التخريج: كما. وهو الصواب.
(٤) بالأصل: يزيد. وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه كما في المصادر.
(٥) كذا بالأصل. وهو موافق لما في "المصنف". وفي باقي المصادر: عليها. وهو الأنسب.
(٦) أخرجه الخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٣٧١) قال: ثنا الحسن بن صالح، أنا ابن المنذر به، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٢٥٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١١/ ٤١٤) من طريق الثوري، عن أبي الزناد به.
(٧) "مصنف عبد الرزاق" (١٠٨٧٥).