كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

كتاب المسح على الخفين - ذكر المسح على ظاهر الخفين وباطنهما - ج: 2 - ص: 107

قال: وقال مالك (١) مثله. وقال إسحاق: يمسح أعلى الخف.

واحتج من يقول بهذا القول بأحاديث منها حديث المغيرة.

٤٧٣ - حَدَّثنَا محمد بن علي، نا سعيد، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة قال: قال المغيرة: رأيتُ رسول الله ﷺ يمسح على ظهور الخفين (٢).

٤٧٤ - حَدَّثنَا علي بن عبد العزيز، نا زكريا بن [زحمويه] (٣)، نا زياد بن عبد الله البكائي، نا الفضل بن مبشر، قال: رأيتُ جابر بن عبد الله يتوضأ، ويمسح على خفيه على ظهورهما، مسحة واحدة إلى فوق ثم يصلي الصلوات كلها وقال: رأيتُ النبي ﷺ يصنعه، فأنا أصنع كما رأيته يصنع (٤).

قال أبو بكر: وبهذا نقول، ولا أعلم أحدًا يرى أن مسح أسفل الخف وحده يجزئ من المسح، وكذلك لا أعلم أحدًا، أوجب الإعادة على من اقتصر على مسح أعلى الخف.

---

(١) "المدونة الكبرى" (١/ ١٤٢ - ١٤٣ - باب: ما جاء في هيئة المسح).
(٢) أخرجه الترمذي (٩٨)، وغيره من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد به. وقال: حديث حسن، ولا نعلم أحدًا يذكر عن عروة عن المغيرة "على ظاهرهما" غيره.
قال البخاري في "التاريخ الأوسط": وهذا أصح من حديث رجاء عن كاتب المغيرة. وينظر "التلخيص الحبير" (١/ ٢٨١).
(٣) من "د، ط" وفي "الأصل": (حمويه) وهو تصحيف، وزكريا بن يحيى هو ابن صبيح الواسطي المعروف بزحمويه ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ٦٠١)، وابن حبان في "الثقات" (٨/ ٢٥٣).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٥١١) من طريق زياد بن عبد الله به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ٢٠٢): هذا إسناد ضعيف؛ الفضل بن مبشر ضعفه الجمهور.