للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عائشة: أنت عبد ما بقي عليك من كتابتك شيء (١).

وقد روينا عن النبي حديثا موافقا مرفوعا لهذا المذهب، وخبر عائشة في أمر بريرة أصح وأثبت، وفيه دلالة على أن المكاتب في حال كتابته عبد.

٨٧٤٩ - حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله، إنا نستمع منك أحاديث، فتأذن لي فأكتبها؟ قال: "نعم". فكان أول ما كتب أن النبي كتب كتابا إلى مكة فيه: "ومن كاتب مكاتبا على مائة درهم فقضاها كلها إلا أوقية فهو عبد" (٢).


(١) "سنن البيهقي الكبرى" (١٠/ ٣٢٤) مطولا من طريق سعيد بن مسلم عن سالم به.
(٢) أخرجه النسائي في الكبرى (٥٠٢٧)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٣٢١) كلاهما عن عمرو بن عثمان عن الوليد به. وعطاء في هذا الإسناد لم ينسب عندهما، ونسبه المزي في "التحفة"، والحافظ في "الإتحاف" (٩/ ٥٩٠) إلى ابن أبي رباح.
قلت: وأخرجه عبد الرزاق (١٥٧٣٥) عن ابن جريج قال: أخبرت عن عطاء الخراساني به. وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (١٠/ ٣٢٤) عن ابن جريج عن عبد الله بن عمرو وقال عقبه: كذا وجدته ولا أراه محفوظًا.
قال الزيلعي في "نصب الراية" (٤/ ١٤٣): ذكره عبد الحق في "أحكامه" من جهة النسائي ثم قال: وعطاء هذا هو الخراساني ولم يسمع من عبد الله بن عمرو شيئًا، ولا أعلم أحدًا ذكر لعطاء سماعًا من عبد الله بن عمرو.
ووهَّم الزيلعي ابن عساكر إذ نسبه في "الأطراف" إلى ابن أبي رباح.
وعندي أن هذا التوهم غير مقبول فقد نسبه كذلك أئمة كبار، وما أظنهم جهلوا طريق عبد الرزاق، والوجه عندي أن الحديث وقع فيه اضطراب في إسناده كما هو ظاهر في تخريجه السابق، لذا قال النسائي عقبه كما في "التحفة" (٦/ ٣٦٢): هذا الحديث حديث منكر وهو عندي خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>