قلت: وقد وقع خلط أو سقط أو أختلاف في إسناد هذا الحديث، فقد رواه المصنف هنا عن موسى عن أمه أم كلثوم ويبدو أنه سقط لفظ التحمل بينهما والصواب: عن أمه عن أم كلثوم. وعليه يدل كلام المصنف بعد ذلك، ولكن عند البيهقي رواه موسى مباشرة عن أم كلثوم فأسقط الأم ورواه سعيد بن منصور (٤٨٥) وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحماني والثوري عند الطبراني في "الكبير" (٢٥/ ٢٠٥، ٢٠٦). وحسين بن محمد عند أحمد (٦/ ٤٠٤) والصلت بن مسعود عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٤٥٩) كلهم عن مسلم بن خالد عن موسى عن أمه أم كلثوم، وأم كلثوم ليست أمه، ورواه هشام بن عمار عند ابن حبان في "صحيحه" (٥١١٤) وتابعه محمد بن الوليد الأزرقي عند ابن سعد (٨/ ٧٥) كلاهما عن مسلم عن موسى عن أمه عن أم كلثوم. ورواه يزيد بن هارون عند أحمد (٦/ ٤٠٤) عن مسلم، ولكن قال: عن موسى عن أبيه عن أم كلثوم. وهذه الرواية مصحفة ومخالفة لرواية الجماعة. وهذا الاختلاف لا شك أنه من مسلم بن خالد فهو ضعيف كثير الغلط وانظر: "الميزان" (٤/ ١٠٢). قال الهيثمي في "المجمع" (٤/ ١٤٨): فيه مسلم بن خالد "الزنجي" وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة، وأم موسى بن عقبة لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح. وكلام أهل العلم يدل على أن أم موسى بن عقبة هو المحفوظ في إسناده، قال الحافظ في "الإصابة" (٤/ ٤٦٧) تحت ترجمة أم كلثوم بنت أبي سلمة .... روت عنها أم موسى بن عقبة قال أبو عمر: حديثها عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم بنت أبي سلمة ....