للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسولا علم ذلك الرسول، قال ابن القاسم: قال مالك وإن كتب إليه فأخذ الكتاب قبل أن يصل إلى المحلوف عليه فلا أرى عليه حنثا، قال: هو آخر قوله وبه قال ابن القاسم، وكان عبد الملك يقول: إذا حلف أن لا يكلم فلانا فكتب إليه حنث. وإذا حلف ليكلمنه فكتب إليه لم يبر (١).

وكان أبو عبيد يقول: العمل عندنا قول عطاء، مع رأي أهل العراق: أن الكلام سوى الخط وكذلك الإشارة، والأصل في هذا تأويل القرآن ألا ترى أن الله قال لزكريا ﴿آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا﴾ (٢)، وقال في موضع آخر ﴿فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا﴾ (٣) وتفسير الرمز: التنويه بالشفتين، وتفسير الوحي: الخط. وللإشارة يقال: كتب إليهم، ويقال: أشار إليهم، وفي قصة مريم: ﴿إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا﴾ (٤) ثم قال: ﴿فأشارت إليه﴾ (٥) فصار الإيماء والخط خارجين من معنى المنطق، وقال أبو ثور: لا يحنث في الكتاب، وكذلك لو أومأ إليه أو أشار.

قال أبو بكر: لا يحنث في الكتاب، ولا الرسول، ولا الإيماء، ولا الإشارة.


(١) "مواهب الجليل" (٣/ ٣٠٢)، "تفسير القرطبي" (١١/ ٨٦).
(٢) آل عمران: ٤١.
(٣) مريم: ١١.
(٤) مريم: ٢٦.
(٥) مريم ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>