للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الإيمان يخرج به من النار لم يكونوا مبتدعة، وكل أهل السنة متفقون على أنه قد سلب كمال الإيمان الواجب فزال بطض إيمانه الواجب لكنه من أهل الوعيد.

وقال الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٤٥٩): تحت شرح الحديث رقم (٦٠١٦):

قال ابن بطال: .. وفيه نفي الإيمان عمن يؤذي جاره بالقول أو بالفعل ومراده الإيمان الكامل، ولا شك أن العاصي غير كامل الإيمان.

وقال النووي: عن نفي الإيمان في مثل هذا جوابان.

أحدهما: أنه في حق المستحل.

والثاني: أن معناه ليس مؤمنًا كاملًا.

أقول: وفي هذا رد على الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، والمعتزلة الذين يحكمون بخلود العصاة في النار، والمرجكة الذين يقولون لا تضره المعصية حتى الكبيرة في نقص إيمانه؛ فبان بهذا التأويل استقامة الإمام ذي التبجيل.

وفي كتاب البيوع تحت باب النهي عن الغش والخداع قال: واختلف أهل العلم في معنى قوله: "من غشنا فليس منا"، فقال قائل: ليس من أهل ديننا. وقال آخر: ليس مثلنا.

وحدثني علي، عن أبي عبيد أنه قال: ليس من أخلاقنا، ولا من فعلنا، إنما يعني أن يكون الغش ليس من أخلاق الأنبياء، والصالحين وقال آخر: لم يتبعنا على أفعالنا، واحتج بقوله ﷿: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ فقال: يخبر أنه من تبعه فإنه منه، ومن لم يتبعه فليس منه. قال: فكذلك معنى قول النبي ("ليس مني" أي: لم يتبعني على فعلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>